لليوم الرابع على التوالي تواصل أجهزة الاحتلال الأمنية تخبطها في البحث عن جنود الاحتياط المأسورين والذين فقدت آثارهم عند مفرق " غوش عتصيون" منذ ليل الخميس الماضي. ومع مرور الوقت تدلل سلوكيات الاحتلال أكثر على عجز استخباراتيّ وأمنيّ.
ومع أن الاحتلال يواصل أعمال التمشيط والمداهمات في مدن الضفة الغربية سيما الخليل جنوبًا التي يفرض عليها حصاراً مشددا، ويركز على المسار الاستخباري، وإدخال التكنولوجيا المتطورة جداً في العملية، إضافة إلى موجة الاعتقالات المتزايدة ضد الفلسطينيين خاصة قيادات حماس في الضفة الغربية، فإنّ محللين إسرائيلين قالوأ أنّ هذه العمليات هي فقط لتهدئة الرأي العام الإسرائيليّ لا أكثر، وما زال من غير الواضح ما هو مصير الجنود، في حين تزداد الخشية في أوساط منظومة الاحتلال الأمنية من فرضية أنهم قتلوا.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن منسق أعمال حكومة الاحتلال الميجر جنرال يوآف مردخاي إن لدى سلطات الاحتلال معلومات كثيرة تتعلق بحادث اختفاء المستوطنين الثلاثة.
وأشار إلى أن قوات الجيش ستواصل تطويق مدينة الخليل مع إجراء عمليات تفتيش واسعة في منازل الفلسطينيين إذا اقتضت الضرورة ذلك بموجب نتائج التحقيقات الجارية. على حد قوله.
و أفادت مصادر محلية بأن جيش الاحتلال يستخدم أسلوب التفتيش "بيت بيت" للتفتيش عن المستوطنين في الخليل، ويدقق جيدًا في المناطق الجبلية وبين الصخور والمقابر؛ في محاولة منه للعثور على خيط يدله على مكانهم.
واقتحمت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة منزلين يعودان لنشطاء في حركة حماس اختفت آثارهما منذ عدة أيام، حيث تشتبه بعلاقتهما بعملية أسر الجنود، وهما منزل سعد القواسمي الذي عاثت فيه خرابا واسعا، مطالبة إياه بتسليم نجله المطارد مروان، ومنزل الشهيد زيد أبو عيشة بحثا عن شقيقه المطارد عامر.
وأصيب ثلاثة مواطنين الليلة الماضية بينهم طفلان بعد أن فجّرت قوات الاحتلال أبواب منزل السيد أكرم القواسمي في مدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة، ومنعوا الطواقم الطبية من الوصول إلى المنزل.
واعتقل جيش الاحتلال الليلة نحو 60 من عناصر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنحاء الضفة، وطالت الاعتقالات رئيس المجلس التشريعي عزيز دويك ونواب للحركة في المجلس بنابلس وطوباس وبيت لحم وقرية الخضر.
وفي السياق، قالت مصادر أمنية إسرائيلية لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الكيان ينظر في تشديد الإجراءات ضد قياديي حماس في الضفة الغربية بما في ذلك إبعادهم الى الخارج أو قطاع غزة، وتنفيذ عمليات اعتقال وأحيانًا تصفية بحقهم.
وكان وزير الحرب موشيه يعالون توعّد الليلة الماضية بأن "إسرائيل" ستجد "الطريق المناسب لتحصيل الثمن من أركان حماس في أي مكان وزمان ترتئيه" عقب فقدان المستوطنين الثلاثة.
من جانبه، قال محلل الشئون العسكرية في صحيفة "هآرتس" العبرية عاموس هرئيل أمس إن نتائج التحقيق في عملية خطف المستوطنين الثلاثة "تشير وبشكل لا يقبل التأويل" إلى وقوف حركة حماس خلفها وأن حملة الاعتقالات التي طالت أكثر من 80 من قيادات وعناصر الحركة أمس جاءت انطلاقًا من هذه النتيجة، على حد قوله.
وأضاف هرئيل أن "جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) يسعى في هذه المرحلة للحصول ولو على معلومة ثانوية من هؤلاء المعتقلين تسرع في حل لغز العملية".
ويشير موقع "إسرائيل ديفينس" الأمني بأن جيش الاحتلال وجهاز الشاباك يرون بأن الساعات الذهبية في البحث قد نفذت لا سيما الساعات الثلاث الأولى من العملية، فهي تعتبر الأهم من أجل منع تبلور عملية المساومة أو منع اللغز الذي ربما سيستمر وقتاً طويلاً.
وأوضح الموقع الأمني بأنه وفي الساعات الأولى يكون الخاطفين غير منظمين وغير متواجدين في مكان اختفاء أمس، كما يكمن للأجهزة الاستخباراتية التابعة للجيش الإسرائيلي بجمع المعلومات اللازمة، لكن الجيش علم بالعملية بعد 10 ساعات من تنفيذها.
ويضيف الموقع الأمني بأن السيارة المحترقة يمكن أن تكون هي طرف الخيط الأول في العملية الذي يمكن أن يحل اللغز، كما أن موجة الاعتقالات الكبيرة تهدف الى البحث عن معلومات حول الخاطفين، مشيراً إلى أن أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية تشارك في التحقيقات، "لكن من غير المناسب البناء عليهم."
ويقول الموقع الأمني بأن المكان الذي تمت فيه العملية مريح وسهل بالنسبة لجهاز الشاباك أكثر من تلك العمليات التي وقعت في لبنان وغزة، لافتاً إلى أن المكان مليء بالمعلومات الاستخبارية التي تعتمد على العملاء والوسائل التكنولوجية، كما يعمل الجيش في مكان العملية بحرية مطلقة.
في حين أشار إلى أنه أصبح لدى (الشاباك) تصور إلى درجة كبيرة عن كيفية حصول العملية على مفرق "غوش عتصيون" وحتى حرق السيارة، مستدركًا "إلا أن الحلقة الأهم لا زالت مفقودة وهي هوية ومكان تواجد الخاطفين".