شبكة قدس الإخبارية

مخابرات الاحتلال ما زالت تبحث عن شاليط

هيئة التحرير

ذكر موقع المجد الأمني "أن جهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك" سجل فشلا ذريعا في كشف سر اختفاء شاليط لمدة خمسة سنوات، رغم التقنيات واليات التجسس التي يتفوق بها على مستوى المنطقة بل على مستوى العالم في تتبع أهدافه وملاحقتهم أينما كانوا، لكن لغز أسر شاليط بقى على مدار خمس سنوات من الملاحقات الأمنية والتجسس الالكتروني وإرسال العملاء وتسخير طواقم كاملة ومجهزة ومدربة على أعلى مستوي، لفزا من ألغاز المقاومة إلى يومنا هذا."

وأضاف الموقع أنه حتى بعد انتهاء قضية شاليط ما يزال جهاز المخابرات الاحتلالي يرسل عملاءه ليبحث عن أجوبه لأسئلته التي لا يجد لها حلا ويحاول تفسير أين تم إخفاء شاليط؟.. وكيف استطاعت المجموعة الآسرة عدم إثارة الشكوك حول تحركاتها طوال خمس سنوات ؟... وكيف كانت تتواصل مع قيادتها؟.. وهل تم تغيير موقع شاليط أكثر من مرة؟.. وكيف تم إصدار الفيديو الأخير بدون تسريب أي معلومة عن شاليط؟.. وكيف تعاملوا بحرفية وتقنية عالية جدا في تصويره بدون أن يتم كشف خطأ واحد يقود المخابرات إلى مكانه؟.. ويعقب الموقع: يبدو أن حل طلاسم بناء الأهرامات أسهل لدي المخابرات من إيجاد أجوبة لتلك الأسئلة العصيّة عليهم.

ويقول: لعل احدا يتساءل بماذا تهم تلك المعلومات المخابرات بعد أن انتهت صفقة شاليط؟ بإختصار شديد تحاول المخابرات الاحتلالية فك طلاسم الأسر عند فصائل المقاومة في قطاع غزة لإحباط وكشف أي محاولة لأسر جنود بالمستقبل.

تفاصيل عملية أسر شاليط: نفذت كل من كتائب الشهيد عز الدين القسام وألوية الناصر صلاح الدين وجيش الإسلام عملية أسر شاليط بتاريخ 25/06/2006م عند الموقع العكسري الاحتلالي "كرم أبو سالم" جنوب قطاع غزة، وقال أبو عبيدة الناطق باسم القسام في تصريح بعد العملية : " لا يمكن أن نتحدث عن تفاصيل دقيقة وستبقى هذه التفاصيل طي الكتمان إلى أجل غير مسمى، وكل ما يمكن أن نقوله أن هذه العملية نوعية وفاقت كل توقعات العدو، ولدينا تفاصيل مذهلة ومفاجئة لن نعطيها للعدو مجاناً."

وأكّد أبو عبيدة أن العملية "شارك فيها عدد كبير من المجاهدين وعدة وجدات عملت على مسافة كيلو متر تقريباً لتضليل العدو ولإنجاح العملية وهذا ما تم بفضل الله تعالى". ووصف "أفيف كوخابي"، قائد قوات جيش الاحتلال في قطاع غزة، طريقة عملهم بالقول إنهم دخلوا عبر نفق طويل جدا يمتد من مكان ما في القطاع وحتى عمق 280 مترا، ما يعني أن طول النفق لا يقل عن 400 مترا بعمق 9 أمتار تحت الأرض وأن حفره استغرق شهورا طويلة، وعندما خرج المسلحون الفلسطينيون من النفق توزعوا، حسب قوله، إلى ثلاثة فرق:

الأولى هاجمت برج المراقبة واشتبكت مع الجنود في المكان ومن جراء الاشتباك استشهد اثنان من المسلحين وجرح ثلاثة جنود إصاباتهم بليغة. والقوة الثانية هاجمت مدرعة وهمية وضعت في المكان بهدف التضليل، ولم يكن فيها جنود. والمجموعة الثالثة هاجمت دبابة احتلال بالصواريخ وألقت عدة قنابل داخلها، فقتل قائد الدبابة وهو ضابط برتبة ملازم أول، وجندي آخر، كما أصيب جندي ثالث، فيما أسر الجندي الرابع. وتابعت المصادر أن المقاومين عادوا إلى قطاع غزة سيرا على الأقدام على سطح الأرض، وليس عبر النفق، فقد أطلقوا صاروخا على السياج الأمني وبذلك فتحوا فيه فتحة كبيرة أتاحت لهم العبور السريع، ثم اختفت آثارهم، ولم تتمكن من التعرف على مسارهم حتى طائرات الهليكوبتر التي انطلقت إلى الجو فورا بحثا عنهم. وأضافت المصادر أن سلاح الهندسة الاحتلالي عندما نزلوا إلى النفق ليفحصوا وضعه ويعرفوا متى تم حفره والى أين يصل، وجدوا أن المجاهدين الفلسطينيين زرعوا فيه الألغام، ما أعاق حركتهم وشوش خططهم العسكرية لتتبع المسلحين.

رواية أحد الجنود الاسرائيلين: روى أحد الجرحى الجنود من سريره في مستشفى بئر السبع، أن الاشتباك المسلح بين القوة المهاجمة وبين الجنود دام فترة طويلة، وكان اشتباكا مسلحا كما لو كانت حرب بين جيشين نظاميين، "فقد أظهر الفلسطينيون خبرة مفاجئة له ولرفاقه في القتال."

وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية في عددها الصادر يوم الاثنين 26/6/2006م أن خلافات حادة نشبت بين جهاز الأمن الاحتلالي "الشاباك" والجيش الاسرائيلي حول الفشل الاستخباراتي الذي صاحب العملية وعدم تمكن جيش الاحتلال ومخابراته من الاستفادة من المعلومات التي قدمها الشاباك حول العملية، والتي أسفرت عن مصرع جنديين وأسر ثالث.

وقالت الصحيفة إن غضبا يسود أوساط قادة الجيش مما اعتبروه محاولة من الشاباك لإلقاء المسؤولية عليهم مشيرين إلى أن ديسكين قائد الشاباك قدم معلومات عامة عن وجود محاولة الاقتحام دون معلومات مفصلة.

وعقَّب رئيس الوزراء في حكومة الاحتلال وقتها "إيهود أولمرت" على عملية "الوهم المبدد" حسب ما أسماها المقاومون، في افتتاح جلسة الحكومة الأسبوعية قائلاً:" الحكومة بالسلطة الفلسطينية وأبو مازن ورئيس الوزراء إسماعيل هنية مسئولون عما جرى في كيرم شالوم بكل ما يحمل الحدث من معنى".

وأضاف أنّه تلقى المعلومات عن العملية منذ ساعات الصباح وأنّ الوزراء اجتمعوا في أعقاب العملية واتخذوا القرارات اللازمة، مشيراً:"سنفحص إمكانية لضرب المنطقة التي جاء منها المخربون جنوب غزة بقسوة. حتى لو تطلب الأمر دخول القوات لضرب التنظيمات الإرهابية والعودة ثانية". وتابع في تهديده: "سنصفي كل من له يد في الإرهاب ولن يحميه الانتماء التنظيمي".

ht ما بعد أسر شاليط: 
تعرض جيش الاحتلال بعد العملية لانتقادات بسبب الهجوم النوعي، بعد أن صورت كاميرا مراقبة في المعبر، الجندي المأسور أثناء اقتياد المقاومين الفلسطينيين له والعبور به إلى قطاع غزة سيرا على الأقدام.

وذكرت تقارير أن "رفاق شاليط" لم يحاولوا إنقاذه خوفا من القناصة الفلسطينيين أو وجود عبوات ناسفة زرعها المقاومون قبيل انسحابهم.

أصابت العملية الاحتلال بالجنون، وشن بعدها اعتداءات متواصلة على قطاع غزة واغتال العشرات كما أقدم على اعتقال العشرات من نواب وقيادات ووزراء حركة حماس في الضفة المحتلة.

توالت الاعتداءات من الاحتلال، وشدد من حصاره على القطاع بإغلاق المعابر التجارية أمام البضائع الأساسية وأغلق معبر رفح المنفذ الوحيد لقطاع غزة، ما زاد من معاناة السكان في غزة.

لم يوقف الاحتلال مسلسل الإجرام الذي تواصل للضغط على المقاومة لإطلاق سراح جلعاد شاليط، غير أن المقاومة كانت تأكد في كل مرة "لن يرى شاليط النور ما لم يره أسرانا ".

لم يصبر الاحتلال كثيرا، وشن في أواخر عام ٢٠٠٨ عدوانا استمر 21 يوما على قطاع غزة كان أحد أهدافها تحرير شاليط وإسقاط حكومة حماس التي أسر الجندي في عهدها، وأسفر العدوان عن استشهاد 1417 فلسطينياً على الأقل (من بينهم 926 مدنياً و412 طفلاً و111 امرأة) وإصابة 4336 آخرين، إلى جانب مقتل 10 جنود إسرائيلين و 3 مدنيين.

أصرت المقاومة على شروطها، بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل شاليط ، واستمرت المفاوضات الغير مباشرة بوساطة مصرية وألمانية على مدار خمسة أعوام، إلى أن جاء يوم نجاح صفقة التبادل.

صفقة وفاء الأحرار: تم الإعلان عن التوصل لاتفاق بشأن الصفقة بتاريخ 11 أكتوبر 2011، وتم بموجبها الإفراج عن 1027 أسيرًا فلسطينيًا من سجون الاحتلال، مقابل أن تفرج المقاومة عن الجندي الاحتلالي المأسور "جلعاد شاليط"، وتمت الصفقة بوساطة مصرية حيث أنجزت على مرحلتين: المرحلة الأولى: تمت صبيحة يوم الثلاثاء 18 أكتوبر 2011م تم خلالها الإفراج عن 477 أسيرًا وأما المرحلة الثانية: فقد تمت بتاريخ 18 ديسمبر 2011 م تخللها الإفراج عن 550 أسيرًا فلسطينيًا ليكون مجموع الأسرى المُفرج عنهم 1027 يُضاف إليهم 19 أسيرة تم الإفراج عنهن في صفقة "الشريط المصور" التي سبقت صفقة "وفاء الأحرار"