كشفت مصادر عبرية النقاب عن أن رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروزو، سيصل غدا الأحد (8|6) تل أبيب لتوقيع اتفاق "هورايزن 2020" للتعاون العلمي بين الاتحاد الأوروبي والجانب الإسرائيلي، الذي كان ولفترة طويلة محور خلاف بسبب الاستيطان. وسيجري رئيس المفوضية الأوروبية باروزو ، محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل التوقيع على الاتفاق التعاون العلمي مع تل أبيب، التي تعتبر الجهة غير الأوروبية الوحيد التي تشارك بشكل كامل في هذا البرنامج وتبلغ ميزانيته حوالي ثمانين مليار يورو موزعة على مدى سبع سنوات ابتداءً من 2014 ولغاية 2020 لتمويل البحث العلمي والابتكار. وكانت مفاوضات شاقة قد جرت بين تل أبيب والاتحاد الأوروبي طوال النصف الثاني من العام المنصرم تمحور حول رفض الاتحاد الأوروبي التام لأي تعاون علمي مع المؤسسات العلمية ورجال العلم الساكنين في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية أو مرتفعات الجولان أو القدس الشرقية، فيما رفضت تل أبيب أي إشارة إلى حدود عام 1967 في نص الاتفاق. ويفرض الاتحاد الأوروبي مقاطعة كاملة لكل أشكال التعاون العلمي مع المؤسسات العلمية الإسرائيلية المقامة خارج حدود الرابع من حزيران 1967، معتبرا هذه المناطق محتلة وأي تعاون معها هو اعتراف بالاحتلال كسلطة رسمية. وكان نتنياهو قد عارض في وقت سابق الشروط الأوروبية، التي تقضي بعدم صرف أي مبالغ من ميزانيات برنامج "هورايزن 2020" لأي مؤسسة علمية إسرائيلية خارج حدود 1967، معتبرا ذلك "تدخلا في الشأن السياسي ومحاولة لترسيم حدود إسرائيل"، لكن مع اقتراب انقضاء مهلة التوقيع وتحت وطأة الضغط الذي مارسته معاهد البحث العلمي الإسرائيلية على الحكومة للموافقة، بحسب مصادر إعلامية عبرية؛ فقد "تمكن الجانبان من التغلب على خلافاتهما وتوقيع الاتفاق ذي البعد الاقتصادي الكبير الذي سيعود على الجامعات والمعاهد العليا في إسرائيل بمبلغ يقدر بنحو 500 مليون دولار". وبحسب المصادر؛ فإن الاتفاق "يحترم بشكل كامل المتطلبات القانونية والمالية للاتحاد الأوروبي، كما يحترم في الوقت نفسه حساسيات إسرائيل السياسية ويحافظ على مواقفها المبدئية". وأضافت "يدرك كل من الطرفين أن الطرف الآخر يتبنى موقفا مختلفا بشأن السياسة لكن هناك تفاهما على أن هناك مصلحة متبادلة للتعاون بينهما في قضايا العلم والتكنولوجيا". وبموجب التفاهم الذي توصل إليه الجانبان؛ فإن الاتفاق سوف يتضمن بندا ينص على أن أي كيان يعمل وراء الخط الأخضر (المستوطنات) سوف يكون قادرا على التقدم بطلب للحصول على قروض مالية من ميزانية البحث العلمي الإسرائيلية وليس من أموال "هورايزن 2020".