شبكة قدس الإخبارية

بشارة الراعي: اتهامات بالتطبيع يعززها قداسه بين عملاء " لحد"

هيئة التحرير

أحيا البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الاربعاء قداسا للبنانيين العملاء الذين فروا من لبنان الى الأراضي المحتلة في كنيسة القديس بطرس في كفرناحوم الواقعة على ضفاف بحيرة طبرية.

حيث توافد المئات من العملاء اللبنانين الذين غادروا لبنان عقب انسحاب قوات العدو الاسرائيلي من لبنان عام 2000 الى الكنيسة لحضور القداس وحمل بعضهم اعلاما لبنانية بينما وضع علم لبناني كبير على مقربة من تمثال للقديس بطرس، ويقدر عدد اللبنانين الفارين اكثر من 2500 لبناني لا يزالون في الأراضي المحتلة، غالبيتهم من المسيحيين.

وقد أجرى مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في الداخل المحتل مقابلات مع عدد من العملاء في جيش لبنان الجنوبي (جيش لحد) سابقاً، العميل الفار فيكتور نادر وهو مسؤول سابق في الوحدات الخاصة في جيش أنطوان لحد الذي كان يقاتل الى جانب الجيش الإسرائيلي ابان احتلاله لجنوب لبنان،قال ان الزيارة “تعطينا احترامنا وترفع معنوياتنا”، واضاف العميل نادر الذي يقيم في مستوطنة نهاريا “نحن لا نريد العودة الى لبنان، نحن سعداء جدا هنا وابني يخدم في الجيش الاسرائيلي”. في المقابل، اوضح المتعامل مع العدو هنري يوسف مارون الغفري من بلدة علما الشعب “لم نرغب في ان نترك بلادنا او ارضنا والبطريرك يعلم ذلك”. وتابع “اسرائيل ليست بلدنا، لدينا بلدنا وحياتنا وانا اريد العودة الى لبنان”، لكنه تدارك ان “كثيرين في لبنان من الذين كانوا يقفون معنا تنكروا لنا الان”.

والقى البطريرك الراعي عظة شدد فيها على نبذ الكراهية وقال “هذا النهار التقيت مهجرين دمرت بيوتهم امام اعينهم من دون اي سبب. وانتم هجرتم من بيوتكم كلها من اجل لعبة سياسية”

وقالت جولي ابو عراج التي تعمل في مؤسسة معنية بشؤون اللبنانين في (اسرائيل) في مستوطنة نهاريا “جئت الى هنا وعمري 14 عاما، ابي شهيد قتله حزب الله”.

وبحسب ابو عراج فان اللبنانيين في اسرائيل “مظلومون، نحن كنا ضحية جغرافية تاريخية وفقدنا هوياتنا، ونحن بحاجة الى تعويضات معنوية قبل التعويضات المادية”.

واوضحت انها وغيرها لا يعولون كثيرا على زيارة الراعي مضيفة “نحن ضحايا سياسة حكومتنا اللبنانية ودولتنا التي اهملتنا وفضلت الغرباء على ابنائها”.

مع ذلك، حظيت الزيارة منذ إعلانها قبل شهر باحتفال صاخب يعكسه الموقع الإلكتروني الرسمي لـ«اللبنانيون في إسرائيل»، الذي بث دعوات مكثفة لنحو 2500 من العملاء الفارين وأفراد عائلاتهم، للمشاركة مساء أمس في قداس وعشاء أقاموه على شرف الراعي في أحد مطاعم الناصرة العليا

وكان الراعي زار صباح أمس قرية كفر برعم التي استقبلته بالزغاريد والهتاف بينما شجع البطريرك ابناءها على التمسك بارضهم.

وقال البطريرك الراعي اثناء زيارته للقرية المارونية المهجرة والتي لم يبق منها سوى كنيستها “حافظوا على وجودكم على ارضكم. فالانسان بدون وطن وبدون هوية وبدون تاريخ وبدون رسالة لا وجود له ولا تغضبوا لانكم بالشرق المعذب”.

يذكر أن زيارة بشارة الراعي رئيس الطائفة المارونية في لبنان إلى فلسطين التي استمرت ٧ أيام أثارت جدلا في لبنان الذي ما زال من الناحية النظرية في حالة حرب مع إسرائيل، ووجهت له اتهامات بالتطبيع خاصة أنه أول بطريرك ماروني يفعل ذلك منذ قيام دولة الاحتلال عام 1948.