شبكة قدس: خلال الأشهر الأخيرة تصاعدت اعتداءات عصابات «تدفيع الثمن» المتطرفة ضد الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين وممتلكاتهم، بشكل ملموس.
صبيحة كل يوم تقريبا هناك اعتداءات على مقدسات إسلامية ومسيحية وعبارات مسيئة تخط عليها، وعلى الرغم من تنديد سلطات الاحتلال لفظا بهذه الاعتداءات إلا أنها لم تحرك ساكنا لوضع حد لها على أرض الواقع.
لكن عندما تعلق الأمر بزيارة البابا وعندما أوشكت شرارة الاعتداءات أن تطاله وتطال صورة دولة الاحتلال أمام العالم الذي يصوب أنظاره نحو زيارته فإن سلطات الاحتلال فجأة باتت تعرف أصحاب الاعتداءات وباتت قادرة على اعتقال بعض منهم وفرض الإقامة جبرية على قسم آخر.
زيارة البابا تحرك السكون اتجاه العصابات:
أعلنت شرطة الاحتلال صباح اليوم الأحد اعتقال 26 شخصا من نشطاء اليمين المتطرف اليهود في جبل صهيون في القدس المحتلة، شاركوا في مظاهرة ضد زيارة البابا فرنسيس.
وقال المتحدث باسم الشرطة "ميكي روزنفيلد" لوكالة فرانس برس: "إن المتظاهرين الذين تجمعوا حول قبر الملك داود" قاموا بالقاء الحجارة والزجاجات باتجاه قوى الأمن، وأصيب شرطيان بجراح طفيفة".
وأشار "روزنفيلد" إلى أنه من بين المعتقلين "جندي قام بتهديد شرطي بسلاحه بينما كان يتم اعتقال أحد رفاقه"، موضحا أن "بعض المتظاهرين اقتحموا مبنى قبر داود قبيل إخلائهم".
وذكرت الاذاعة العامة العبرية أن نحو 150 مستوطنا تجمعوا ليلة الأحد للتنديد بزيارة البابا والتنديد "بالحملات الصليبية ومحاكم التفتيش"، على حد وصفهم.
وقامت شرطة الاحتلال الأسبوع الماضي بوضع مستوطنين من مدرسة دينية تلمودية (يشيفا) موجودة في القدس المحتلة قيد الإقامة الجبرية لتجنب وقوع أي حوادث، كما أعلنت قبل يومين عن فرض إقامة جبرية على عدد من ناشطي اليمين ومنعتهم من الخروج من مستوطناتهم خلال زيارة البابا، حتى أنها فرضت عليهم حبسا منزليا خلال ساعات معينة من الزيارة.
وقال متحدث باسم شرطة الاحتلال: "إن الشرطة وجهاز الأمن الداخلي سلما أوامر بتقييد التحركات "لعدد من نشطاء اليمين المتطرف" الذي يعتقد أنهم يعتزمون إحداث "عراقيل أثناء زيارة البابا ولكونهم ضالعين في أعمال استفزازية غير مشروعة".
وأحجم المتحدث عن تحديد العدد الذي تسلم هذه الأوامر لكنه قال: "إنه لن يسمح لهم بدخول مناطق معينة لأربعة أيام "لأسباب أمنية".
وتظاهرت أمس مجموعات من المستوطنين الذين يعتبرون إحياء البابا قداسا في موقع علية العشاء السري "كفرا".
وتعود تخوفات اليمين الإسرائيلي بحسب صحيفة "هآرتس" العبرية إلى خلاف حول موضوع مُلكية "غرفة العشاء السري" في القدس المحتلة، والحديث عن احتمال عقد "صفقة سرية" بين الفاتيكان ودولة الاحتلال لاسترداد "الغرفة، وخصوصا أن المستوطنين "الحريديم" في القدس المحتلة، لا يتورعون يوميا عن مهاجمة الرهبان والكهنة في كنيسة العشاء السري بصورة شبه يومية"، وفقاً لما أقر به مصدر كنسي للصحيفة.
وكان مجهولون كتبوا الأسبوع الماضي بالعبرية عبارة "الموت للعرب وللمسيحيين ولكل من يكرهون "إسرائيل" على عمود خارجي لمكتب مجمع الأساقفة في القدس المحتلة.
من هم أعضاء " تدفيع الثمن" ؟
وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية قد نشرت تقريرها حول عصابات "تدفيع الثمن"، وصفتهم بمئات الاشخاص – غالبيتهم من القاصرين ومتورطون في الموجة الأخيرة للاعتداءات، وأغلبهم من طلاب الحاخام "يتسحاق غينزبورغ" الذي يعلم في مدرسة دينية في مستوطنة "يتسهار" القريبة من نابلس بالضفة الغربية، والتي تعتبر معقل العصابة.
فيما يدّعي بعضهم الانتماء لحركة "كاخ" المعادية للعرب، التي أسسها "مئير كاهانا" في 1971، وحُظّرت في 1994، بعد أن قتل أحد أتباعه، "باروخ غولدشتاين"، 29 مصليا فلسطينيا مسلما، داخل المسجد الإبراهيمي، في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية.
وتعتقد "هآرتس" في تقريرها أن وتيرة الاعتداءات المتزادة بدأت بعد ان عمدت سلطات الاحتلال إلى هدم خمسة مبان "غير قانونية" في مستوطنة "يتسهار"، ما أدى الى اندلاع اشتباكات مع المستوطنين، وتزايد هجمات تدفيع الثمن.