صعّد الاحتلال من وتيرة اعتداءاته على المسجد الأقصى بشكل غير مسبوق خلال شهر نيسان الماضي، حيث اقتحم 1300 إسرائيليا المسجد خلال الشهر، كما قامت سلطات الاحتلال بإبعاد 70 فلسطينينا عنه واعتقال 135 آخرين من داخله.
وأفاد تقرير حقوقي أصدره مركز معلومات وادي حلوة – سلوان أن الشهر الماضي شهد اقتحام ما يزيد عن 1300 إسرائيليًا للمسجد الأقصى، أبرزهم نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي موشيه فيجلن، الذي اقتحم المسجد مرتين.
ورصد التقرير اعتقال 135 فلسطينيا من القدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948م، بينهم سيدتين، وطالبة جامعية، و25 طفلا أصغرهم مجد أحمد الينو (9 سنوات)، والذي اعتقلته قوات الاحتلال من ساحات المسجد الاقصى واحتجزته لمدة ساعتين.
وأضاف أن سلطات الاحتلال صعّدت من سياسة "الإبعادات عن المسجد الأقصى والقدس القديمة"، حيث قامت بإبعاد حوالي 70 فلسطينياً عن المسجد الأقصى المبارك لمدة تتراوح بين أسبوع وحتى 6 أشهر، بينهم سيدتان وأكثر من 20 طفلا، أصغرهم الطفل مالك عسيلة 13 عاما الذي تم إبعاده لمدة أسبوعين.
وذكر التقرير أن أكثر من 70 إصابة بين صفوف المصلين بالرصاص وقنابل الغاز والاعتداءات المباشرة، تم تسجيلها طيلة نيسان في مواجهات عنيفة دارت نتيجة مداهمات قوات الاحتلال للأقصى، مشيرا إلى أن جنود الاحتلال تعمدوا خلال المداهمات تخريب مرافق المسجد، بتكسير النوافذ الزجاجية في المصلى القبلي والأخشاب بأعقاب البنادق، وحرق السجاد والأعمدة الرخامية بالقنابل والرصاص.
وأكد أن سلطات الاحتلال منعت إقامة الصلاة في المسجد الأقصى 12 مرة، سمحت خلالها بالدخول لأعداد قليلة من الرجال ممن تزيد أعمارهم على 55 عاما، بشرط احتجاز هوياتهم، في حين منعت كافة الشبان والنساء من الدخول.
وأشار التقرير إلى ارتفاع وتيرة اعتداءات عصابات "تدفيع الثمن" والمستوطنين على أهالي القدس المحتلة وممتلكاتهم.
وتطرق إلى احتجاز هويات المرابطين في الأقصى، ومنع طلبة المدارس الشرعية المتواجدة فيه من الوصول إلى مقاعدهم الدراسية واعتقال بعضهم والاعتداء عليهم، بالإضافة إلى مصادقة سلطات الاحتلال على عدة مشاريع استيطانية في محيط المسجد المبارك.
من جهة أخرى، حذرت "مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات" في بيان أصدرته اليوم، من "الانتهاكات الخطيرة التي يمارسها الاحتلال ضد المسجد الأقصى بوتيرة متسارعة"، قائلة إنها "تهدف لإخلاء المسجد ومحيطه من الوجود الإسلامي مقابل تكثيف وحماية اقتحامات المستوطنين والمتطرفين اليهود, في خطوة تسبق تقسيمه قبل المباشرة في هدمه وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه, الأمر الذي باشرت في التحضير والإعداد له".
وناشدت المؤسسة في بيانها، الأمة العربية والإسلامية، أن "توجد الجهود لبناء موقف جاد من قضية المسجد الأقصى المبارك وحق المسلمين الخالص فيه، والعمل على بلورة آلية دفاعية عن المسجد بدلا من الشعارات الرنانة والمفرغة من أي نية صادقة في العمل على حمايته".