ذكر موقع "المونيتور" أن الدعم الايراني بدأ يصل لحركة حماس في غزة، بعد قطيعة استمرّت أكثر من عامَين، إلى أن جاء القيادي البارز في الحركة محمود الزهّار ليعلن الشروع بخطوات من شأنها ترميم العلاقة الثنائيّة وإعادة المياه إلى مجاريها. وهو الرجل الذي مثّل الخيط الأخير بين "حماس" وطهران الذي لم يُقطع بعد.
وبحسب "المونيتور" فإن إيران تعتزم قريباً استقبال رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل بعد طول شدّ وجذب في خلال الفترة الماضية. مؤكدة أن جملة من المباحثات المكوكيّة جرت في الآونة الأخيرة لم يُفصَح عنها، بالإضافة إلى وساطة قطريّة مع إيران للإسراع في طيّ صفحة القطيعة مع حماس طرحت في خلال زيارة وزير خارجيّة قطر خالد العطيّة لطهران في أواخر شباط/فبراير الماضي.
وتابع المصدر أن "إيران أعطت الضوء الأخضر قبل أيام لإتمام زيارة مشعل لها بعد اتصالات قادها الزهّار والقيادي الكبير في كتائب عز الدين القسام الجناح المسلّح للحركة مروان عيسى، أثمرت عن بدء ترتيبات الزيارة التي طال انتظارها والتي ستبلغ ذروتها بلقاء مشعل مع المرشد الأعلى للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة علي خامنئي.
كذلك وفي خلال زيارة أمين عام حركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح الأولى إلى قطر مؤخراً ولقائه بمشعل، تمّ البحث في تفاصيل الزيارة المرتقبة لطهران. وهو ما كان قد أشار إليه "المونيتور" في تقرير سابق.
وجاءت إشارة البدء لاستئناف العلاقات بين الجانبَين جاءت بإعلان رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في العاشر من آذار/مارس الجاري أن "إيران تدعم حماس على اعتبار أنها حركة مقاومة"، واصفاً العلاقة معها بـ""الجيّدة" وأنها "عادت كالسابق، وليس لدينا أي مشكلة معها".
من جهته، وصف وزير الإعلام السابق في حكومة حماس يوسف رزقة العلاقة مع إيران بأنها مستقرّة، لأنهما تتوافقان في كثير من المواقف وأبرزها الصراع مع إسرائيل.
ويرى مصدر مقرّب من حماس إلى أن عودة علاقات الحركة مع طهران يمكن إدراجها في إطار إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة في خلال الأشهر الأخيرة، لأن صدى التغيّرات في مصر وسوريا وصل غزّة وإيران. يتابع "عودة العلاقة بينهما باتت في متناول اليد، لأن صنّاع القرار في طهران ’الشيعيّة‘ في ظلّ سياسة الاستقطاب الطائفي والسياسي التي تسود المنطقة، يريدون استعادة العلاقة مع حماس ’السنيّة‘ وتعزيز العلاقات معها. والحركة بدورها بحاجة إلى مثل هذه العلاقة في هذه المرحلة الحرجة".