شبكة قدس الإخبارية

إطلالة على روابي

هيئة التحرير

مترجم من النسخة الإنجليزية لـ "يديعوت أحرونوت" - سمدار بيري

سمدار بيري

صحفية أمريكية، وصحفية إسرائيلية، وبشار المصري الفلسطيني، صاحب الرؤيا والمنفذ لمشروع المدينة الفلسطينية، يقفون على نقطة المشاهدة الأعلى في روابي– التلال. وحيالهم تظهر رام الله، ومن خلفها جامعة بيرزيت.

في يوم صافٍ، يمكن من هنا متابعة حركة السفن التي ترسو في ميناء اسدود، فيرى الناس حتى عسقلان وربما يلاحظون ضواحي تل أبيب. تبعد القدس عن المكان نحو 40كم، فيما تبعد عمان 70 كم. الضواحي الأقرب يسكنون على مسافة ثلاث دقائق سفر. الطريق المتنازع عليه الذي يتلوى من رأس التلة يمكنه أن يرتبط بسهولة مع مستوطنة عطيروت. تسعون عائلة نزلوا في طابور طويل من المباني السكنية غير القانونية. يتابع سكان عطيروت روابي بعيون معادية. فبين الحين والآخر يأتون للتظاهر وإغلاق طريق الشاحنات.

كيفما نظرت إليه، يظل مشروع روابي مدهشاً. ستكتب الصحفية الأمريكية، جوديث ميلر، مقالاً توصي بأن يزور الرئيس أوباما الموقع. هذا لن يحصل. أوباما لن يضيف لبرنامج الرحلة انعطافة سياسية. بالنسبة لنا، نحن الواقفون على قمة التلة، نوصي وزراء حكومة اسرائيل الجديدة بأن لا يفوتوا حدثا يتمخض بوتيرة ثابتة.

قبل سنة فقط كانت الخطط لا تزال على الورق. ولم يكن المال متوفرا. فجأة الآن يقوم 3 الآف من العمال والمهندسين وأصحاب المصانع ومقدمي الخدمات، بأعمال التشطيب للإسكانات متعددة الطوابق ولمركز تجاري وثماني مدارس ومدرّج وحديقة -الحديقة الأكبر والاكثر إخضرارا في مناطق السلطة الفلسطينية.

وصُمم المشروع لاستيعاب 45 ألف فلسطيني. 600 عائلة سجلت عبر الإنترنت لمرحلة الإسكان الأولى. وأسعار الشقق أدنى بـ 30 % مقارنة برام الله حيث تتراوح بين 75 ألف دولار للشقة المكونة من أربع غرف عادية وحتى 150 ألف دولار للفيلا الاعتبارية. وقد طلب الزبائن أن تكون بدون أسطح حمراء لئلا تذكرهم بمشاهد المستوطنات.

قريبا ستصبح روابي مدينة مستقلة تختار لنفسها مدراءها تحت مرأى ومسمع رئيس السلطة محمود عباس. فمن يريد الشراء عليه أن يحصل على التصريح من وزارة الداخلية الفلسطينية بحيث لا يتسلل سكان إشكاليون. وفي هذه الأثناء لا يباع للفلسطينيين من الخارج، كنوع من الوقوف في وجه حق العودة.

الطَموح الصلب عند بشار المصري قصة بحد ذاته. على مدار سنتين، تجول مبعوثوه في أرجاء العالم وحصلوا على تواقيع الآف الفلسطينيين على مستندات بيع أراضيهم، بعض هؤلاء لم يعرف بأنهم مسجلون كأصحاب أراض في الضفة. المصري نفسه من مواليد عائلة ميسورة من نابلس، خرج في حملة تجنيد للمستثمرين والتي تمّ توقيفها مع أول عقبة. كان حكام إمارة قطر في الخليج متحمسون جدا للفكرة إذ تعهدوا بأن يساهموا بأكثر من 600 مليون دولار.

ويفيدنا المصري بأن قطر تعهدت بدفع أربعمائة مليون دولار لحماس في غزة كتبرع خيري. ويرون في مشروعي استثمارا تجاريا وهذا ما يحدث الفرق. كما أنه تبنى استراتيجية اسرائيلية: في البداية يخلقون حقائق على الأرض، ثمّ يجادلون في التصاريح. وهكذا، حسب المصري، تبني الدولة.

photo_1330257046382-1-0

روابي إختبار مزدوج. سيكون مشوقا معرفة من هم أبناء الطبقة الوسطى الفلسطينية الذين بإمكانهم شراء شقة الأحلام، وإدخال السيارة الخاصة الى موقف السيارات تحت المجمع التجاري. إذ سيكون جارك الفلسطيني، الذي يمكنه أن يقوم بحفلة شواء في الحديقة، أن يشتري من السوبرماركت (بما في ذلك البضائع الاسرائيلية)، وأن يسبح في البركة، أو ينفس طاقته في نادي اللياقة ويتسلى في السينما، جارا هادئا.

الحقيقة؟ حتى كما تراها العيون الاسرائيلية، ما من شيء سيء يمكن قوله عن مشروع روابي. لقد حوّل الإعتماد على اسرائيل في تدفق مواد البناء والمعدات 85 مليون دولار لجيوب شركاء غير خفيين. وزار وزير العلم الجديد، يعقوب بيري، العام الماضي الموقع، وأذهل جدا حيث جلب أربعين من الشخصيات الريادية في عالم الإقتصاد الإسرائيلي. فلتحذوا مثالهم. ومن يريد أن يرى صورة مختلفة؛ عليه أن يصعد إلى تلال روابي.