استبعد الخبراء الذين كلفهم القضاء الفرنسي التحقيق في وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات فرضية تسميمه.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر قريب من الملف، قوله "إن تقرير الخبراء الفرنسيين يصب في اتجاه فرضية وفاة عرفات بصورة طبيعية"، فيما كشفت تقارير أخرى عن تحاليل طبية سويسرية وروسية لعينات من رفات عرفات وجود كميات تفوق المعدل الطبيعي من البولونيوم المشع السام على الجثة، مما يعزز على ما يبدو فرضية وفاته مسموما.
وكانت قناة الجزيرة نشرت الشهر الماضي نتائج الدراسة التي أجراها خبراء في جامعة لوزان بسويسرا، والتي وجدت مقادير تصل إلى 18 ضعفا للمعدل الاعتيادي من مادة البولونيوم المشع في عينات من رفات عرفات وبعض مقتنياته الشخصية.
وكان القضاء الفرنسي قد قرر فتح تحقيق قضائي في ملابسات وفاة عرفات في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 خلال تلقيه العلاج في مستشفى بيرسي العسكري الفرنسي قرب العاصمة باريس.
وجاء ذلك القرار من الادعاء العام في مدينة نانتير (غربي باريس) بناء على قيام أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل سهى عرفات برفع شكوى قضائية ضد مجهول بتهمة اغتيال زوجها، للاشتباه في أنه مات مسموما بمادة البولونيوم المشعة السامة.
يذكر أن الجزيرة أجرت تحقيقا استقصائيا في فبراير/شباط 2012 حول الظروف الغامضة لوفاة عرفات، مستندا إلى واقعة موت العميل الروسي ألكسندر ليتفينينكو في لندن عام 2006 مسموما بالبولونيوم.
وقد أجرى خبراء فرنسيون وسويسريون وروس في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي تحاليل على أغراضه الشخصية ورفاته بعد نبشها.
وقال الخبراء السويسريون في السابع من الشهر الماضي إن النتائج "تدعم وتنسجم مع" فرضية تسميمه بمادة البولونيوم، لكن من دون أن يؤكدوا بشكل قاطع أن هذه المادة سببت وفاته.