يكمل الأسير معتصم رداد حديثه في المقابلة الخاصة بشبكة قدس عن وضعه الصحي ومراحل تطور مرضه ويقول "المرحلة الرابعة " قمع من نوع جديد في داخل المسلخ وتجديد الاجراءات" نقلت إلى قسم جديد أنا وإخواني المرضى، من قسم فيه ٨ غرف، بالإضافة إلى مطبخ إلى قسم صغير يحتوي على أربع غرف فقط وبلا مطبخ، ما أدى إلى زيادة معاناتي اليومية".
المرحلة الخامسة مع استمرارية تأجيل عمليتي وزيادة التضييق علناً إتخذت قراراً كي أتخلص من هذا العذاب تمثل في تقديم طلب إبعادي خارج فلسطين، حتى أتمكن من العلاج، وهنا أدركت مدى خطورة هذا الطلب الذي يفضله عدوي وتفر منه نفسي، لكني لم أجد أمامي خيارات إلا هذا الخيار وخاصة بعد أن تمت صفقة "شاليط" ونسيت الأسرى المرضى.
س/ حتى حينها ماهي الأدوية التي كنت تتجرعها؟!
كنت أتناول ٨ أنواع من الأدوية بعضها استمر لوقت قصير والبعض الآخر لازال حتى اليوم… وهي:
1- الرمكيد "حقنة جرعة كيماوية، أتناولها كل أسبوع أو أسبوعين".
2- كورتيزون "العلاج السحري" .
3- الرفسال 8 حبات يومية.
4- الحديد حبتان يومياً.
5- الأموران بدأوا بإعطائي جرعة ٥٠ ملغ منه، وبع فترة قصيرة تم إيقافه كونه أثر بشكل مباشر على الكبد والكليتان.
6- الفيتامينات حبتان يومياً.
7- كالسيوم حبتان يومياً.
8- الأبتولجين بلا جرعة محددة، حسب شعوري بالألم.
تابعوا الفصل الثاني من المقابلة غدا الثلاثاء
س/ ماذا عن الوعد بالإفراج في صفقة "حسن النوايا" ؟
أتى إلي لجنة من مخابرات الاحتلال "الشاباك" ووفد من مصلحة السجون، ناقشوا قرار الإبعاد، قب المرحلة الثانية من الصفقة، أوهموني بأني سأكون ضمن المرحلة الثانية منها، أجبتهم بأني أعرف أن الصفقة لا تشملنا وأنكم تتحكمون بالأسماء، وأصررت على طلبي بالإبعاد خلال المحكمة، فردوا بأنهم سيجرون لي العملية قريباً وأن طلبي بالإبعاد مرفوض وإدعوا أني لازلت أمارس الارهاب من داخل المعتقل فكيف الحال لو كنت خارجه.
حين تم نقلي إلى القسم الجديد، تقرر إعطائي علاج للقلب والأعصاب، ومنها عدة أدوية هي:
1-دنيروتياتيت حبتان يومياً، وهو دواء لخفض الضغط وإدرار البول.
2- ترتياف حبتان ونصف.
3- كنكور منظم لدقات القلب حبة يومياً.
4- لورفان مهدئ أعصاب حبة يومياً.
5- لوريفان حبتان يومياً.
خلال هذه الفترة بدأو بإعطائي الأوكسجين، نتيجة لإصابتي بضيق التنفس.
في شهر 12 2011 أبلغوني بموعد جديد لإجراء العملية واستئصال أمعائي الغليظة، وأجزاء من الدقيقة، وعمل فتحة للبول والبراز، بالجانب الأيمن من جسدي، جهزوني للعملية في مشفى أساف هاروفيه، وأجروا لي الفحوصات اللازمة، وأعطوني سائل لتنظيف الجسم، و٦ حبات من الدواء دون إبلاغي ماهيته، ثم رسمو خطوط على جسدي لمكان العملية، وأطلعوني على تفاصيلها، وبعد يومان، وقعوني على إقرار بالموافقة على إجراءها وتحضرت لساعة الصفر، وبعد أن هيئوني لدخول غرفة العمليات.. أبلغني طبيب يدعى قيس بتأجيلها بحجة وجود مصاب من حادث سير، عمليته تحتاج لست ساعات وتم تأجيلها وإعادتي إلى مشفى الرملة.
كان الطبيب "قيس" يزور "مسلخ الرملة كل أسبوع للاطمئنان على سير عملية تشريح الأسرى المرضى وهم أحياء، وبعد شهرين أخبروني بموعد جديد للعملية، وجهزوني كما في المرة الأولى، دون فحوصات مسبقة، وأرادوا إدخالي إلى غرفة العمليات.. أصريت أن يجرى لي فحص بالمنظار، وتصوير " CT " قبل العملية، وبعد إجراء فحص المنظار، قرر الطبيب أني لست بحاجة للعملية، وأن الإلتهاب لدي انخفض بنسبة ٧٠٪ وقرر أن أكمل علاجي على حقن "الرمكين" وسألني عن الأدوية التي أتناولها .. وأستمر الممرضون بإعطائي الرمكين كيفما اتفق.
المرحلة الأخيرة أعادوني إلى "مسلخ الرملة" من جديد، وعادوا لإعطائي الدواء القديم لأسبوعين بالإضافة للاستمرار على حقن الرمكين كل شهر وأحياناً كل شهرين، خلا هذه الفترة بدأت بالظهور علي أعراض غريبة، منها مثلا : "انتفاخ في أصابع قدماي ويداي والوجه، وبدأت أشعر بآلام شديدة بمفاصل الأصابع وآلام شديدة في عظام الكعبين وأخمص القدمين، وتشنجات في جميع عضلات جسدي خاصة ساقاي ويداي، اعطوني علاج لهذه الأمراض كريم أسمه فولترين لتخفيف الألم، ولم يجد نفعاً فأعطوني حبة أتربان عيار ٦٠٠ ملغم، وكنت كلما راجعت طبيب المشفى "لوكسي" أجاب بكلمة واضحة مشيراً بيداه "قص وارتاح".
ورغم كل هذا الألم .. إلا أن الأمر لم ينتهِ بدأت أشعر بآلام في الرقبة والقلب والرئتين، وبعد أن اشتكيت من آلام صدري كثيراً أخضعوني لفحص القلب وخمس فحوصات أخرى، وأعطوني علاج جديد إسمه "كنكور" حبه واحدة يومياً لإدرار البول وعلاج إنتفاخ أطرافي والضغط المرتفع، ودواء آخر اسمه الترتياس لعلاج ضغط الدم أيضاً والنوبات القلبية، وقصور القلب (٥ حبات يومياً).
تأزم وضعي الصحي وتدهورت حالتي، من جانبٍ بسبب الاهمال الطبي ومن جانب آخر بسبب إعطائي كميات كبيرة من الدواء تعمل على تعجيل القضاء علي بدلاً من علاجي، وكلما اعترضت على العلاج كان ردهم المتعجرف " أنت تحصل على حقن بكلفة ١٥ ألف شيقل .. هذا العلاج لا يقدم سوى لأبناء الدولة"، وأذكر أني في مرة إشتكيت من حجم الألم، فسخر مني الطبيب وقال أن مرضك ليس له حل هو في النهاية سيقضي عليك وإن لم يفعل فهو حتماً سيرافقك حتى الموت .. وأضاف أني قد أحتاج لمعالجٍ نفسي.. رفضت الأمر وقلت له أنا لست مريض نفسي وإن كان لك حاجة من تحويلي لطبيب نفسي فهي ثنيي عن طلب العلاج ولن تحصل على ذلك.."
س/ ماذا عن الأوضاع في مشفى الرملة خلال هذه الثلاث سنوات؟
تسبب وجود عامل واحد لخدمة ١٧ أسير مريض بعضهم مقعدين وآخرون يمكن أن نقول عنهم "نصف إنسان" اضطررت لخدمتهم جميعاً، وبدأت ألعب دور "عامل التنظيفات والطباخ" وفي الغرفة التي كنت فيها أسير على كرسي متحرك، وآخر مصاب في منطقة البطن، وأنا رغم شعوري الدائم بالإرهاق إلا أني لم أتوانا على خدمت رفاقي، الأمر الأصهب كان عدم وجود تهوية كافية، وعدم وجود مطبخ لقد كان مكان تحضير الطعام ضيق جداً وصعب التأقلم معه، اضافه لكون المكان يعج بالتدخين، وعدم وجود "فورة" ومكان مليء بالشمس.
الأمر لم ينته على ضيق المكان فالاحتلال يتعمد مضايقتنا بجميع الأحوال عبر استمرر نقل ممثل القسم الذي يستقدم من معتقلات أخرى وافتعال المشاكل بين الأسرى ونقل الأخوة المضربين إلى أقسامنا مما يزيد الضغط في المشفى.
مع كل هذه الظروف الصعبة وتدهور حالتي الصحية وعدم شعوري بالتقدم بالعلاج وظهور اصفرار بيداي وقدماي، وشعور التعب الشديد الذي أشعر به، والمرض الذي يعتريني والتقصير المتعمد من قبل الطبيب بمتابعة حالتي، واستمرار تضيق إدارة سجن الرملة علينا والحالة النفسية الصعبة التي يعاني منها زملائي بالأسر، دفعني لإتخاذ قرار صعب قد يودي بحياتي .. بدأت بتقديم طلبات النقل إلى عدة سجون على مدار سنة كاملة، وفي آخر شهرين من وجودي "بمسلخ الرملة" تحدثت مع ضابط بمصلحة السجون "دكتور بيون" ووعدني بإخراجي من الرملة على مسؤوليته الشخصية لسجن هداريم وإخترت هذا السجن كونه:
1- يمنع فيه التدخين داخل الغرف ويحتوي على مطبخ منفصل.
2- كل غرفه يعيش فيها 3 أشخاص فقط.
3- قرب هذا السجن من مشفى الرملة، وبذلك أستطيع الحصول على الحقنة والعودة خلال ٤٥ دقيقة فقط.
4- قرب هدريم من مكان سكني مما يسهل زيارة والدتي لي.
لكن؛ في يوم 151 2013 جاء قرار النقل إلى إيشل في بئر السبع بعكس الاتفاق، لكنهم خيروني بين النقل إلى إيشل أو إجباري على إلغاء النقل.. كان خيار صعب، ولكني رفضت البقاء في "مشفى الرملة، وأعلنت الاضراب عن الطعام والماء والدواء، وصلت لإيشل بحالة صحية صعبة، وخلال نقلي بالبوسطة عانيت من آلام شديدة وارتفاع في ضغط الدم، وزيادة عدد دقات القلب نتيجة لعدم تناولي الدواء.
بعد رحلة طويلة بالبوسطة، وصلت إلى معتقل "إيشل-ببئر السبع" ووجدت نفس العصابة التي كانت موجودة بمعتقل الرملة، لم يستجيبوا لطلباتي بنقلي إلى هداريم، وبالرغم من علمهم بملفي الطبي، وقالوا إني بلا حقوق، صعدت إلى القسم ١١ حيث تم نقلي، وتفاجئ الزملاء بحالتي، واستمريت بالإَراب مما تسبب بحدوث توتر في المعتقل، بسبب تدهور حالتي الصحية، وبعد عدة جولات من الحوار مع إدارة السجن، توصل الأخوة لصفقة ووعد بإستمرار تلقي للعلاج والطعام والشراب مقابل نقل ملفي لمشفى سوروكا العسكري، ونقلي بأقرب وقت ممكن لمعتقل هداريم..
نال الأسير رداد ما أراد من مطلبٍ انساني بحت، ونقل إلى هداريم بعد اسبوع ونصف تقريباً في سجن "إيشل- ببئر السبع"، لكن مأساته المضاعفة بالمرض وعتمات الزنازين لازالت مستمرة..
س : ما هي الأمراض التي تعاني منها اليوم؟!
بحسب الفحوصات الطبية التي أجريت لي خلال الأعوام الست الماضية وبحسب الملف الطبي فأنا أعاني من :
١- "كورون ديسيز" وهو مرض يتسبب بنزيف دائم وتقرح في الأمعاء الغليظة، وأصبت به منذ أربع سنوات.. ورغم كل أنواع العلاج التي تصنع المحتل بأنه دفعها إلي، فقد دخلت المشفى وأنا أنزف وخرجت والنزيف مستمر.
٢- قصور في عمل القلب وإرتفاع في ضغط الدم، وعدم إنتظام بدقات القلب.
٣- آلام شديدة ومستمرة ووخزات بالجسم كاملاً، إضافة لآلام الأمعاء.
٤- تسببت حقن الكالسيوم التي أتلقاها، بإنتفاخ دائم بأطرافي.
٥- تشنجات بالعضلات خاصة الأطراف وآلام شديدة بعظام جسدي.
٦- تصلب في الشرايين وخاصة القدمان.
٧- سعال مستمر، يشعرني أحيناً وكأن قلبي قد خرج من أضلاعي نتيجة لإستمراريته، ومعاناتي من ضيق التنفس.
٨- آلام شديدة في الرقبة وإلتهابات بالغدد.
ختم مرسلو هذه المادة بالتمني بإيصالها ليد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، والجمعيات الحقوقية.. مؤكدين أن وجوده في معتقل إيشل هو الخطر الأكبر على حياته، ومطالبين بإنقاذه من الموت البطيء الذي يحاصره، والتعجيل بضمان الافراج عنه.
اشرف على هذا الموضوع الهيئة العليا لحركة الجهاد الاسلامي ممثل بالأعضاء وهم " اسماعيل اطميزة _ اللجنة الخارجية، وبسام أبو عكر الأمين العام، ورومل أبو عطوان من اللجنة الاجتماعية.
هذا فيما كان عاهد شقيق الأسير قد طالب شقيق الأسير رداد المؤسسات الحقوقية ووزارة الأسرى بضرورة الضغط على الاحتلال من أجل السماح لطبيب مقدسي جرى التنسيق معه من خلال المحامية ليلى قزمار بالكشف وتشخيص حالة معتصم الصحية، حيث ترفض سلطات السجون السماح للطبيب بفحص حالة معتصم الصحية، مبدياً قلقاً حقيقياً من أن يلقى معتصم مصير مشابه للأسير الشهيد حسن الترابي.