شبكة قدس الإخبارية

صحيفة: زيارة عباس لمصر بلا "قيمة سياسية" ولم تتطرق للشأن الفلسطيني

هيئة التحرير

قالت صحيفة "القدس العربي" اللندنية "إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس فوجئ بالموقف المصري عندما ختم لقاءه البارد سياسيا مع الجنرال عبد الفتاح السيسي بعبارة خارج السياق قائلا فيها: الوزير جون كيري يهديكم التحية وقد طلب مني إيصال هذه التحية لكم.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها صباح اليوم أن "حسابات عباس خالفت اتجاه المؤسسة العسكرية الحاكمة في مصر فالسيسي لم يرد على التحية بمثلها ولم يعلق أصلا على ناقلها، واكتفى بابتسامة في الوقت الذي كان يستعد فيه وفي اليوم التالي لاستقبال نظيره وزير الدفاع الروسي "سيرغي شويجر" في زيارة "إستراتيجية" للغاية مدعومة عن بعد بمظلة سعودية وإماراتية".

وأوضحت الصحيفة أن "عباس كان قد تمسك بموقفه من التحية المنقولة بلسانه عن الوزير كيري أملا في أن يلتقط المصريون الإشارة ويفوضوا القيادة الفلسطينية يترطيب الأجواء، لكن في أوساط الحكم والقرار بالقاهرة لا يوجد اهتمام حقيقي في تلقي رسائل عبر أي وسيط من وزير الخارجية الأمريكي لان وزير الخارجية نبيل فهمي كان يعني ما يقوله عندما تحدث عن ‘بدائل’ للمساعدات العسكرية الأمريكية إذا أصرت واشنطن على حجبها".

وبينت "أن أجندة اللقاء المصري- الفلسطيني حددها مدير المخابرات المصرية بعناية في لقاء تمهيدي رسم أجندة قمة عباس- السيسي حيث كان مكتب الأخير على اتصال تشاوري مكثف مع شخصيات فلسطينية أخرى أهمها القيادي الفتحاوي البارز محمد دحلان الشريك الأساسي للمصريين في استراتيجية تقليم أظافر الأخوان المسلمين في المنطقة".

وكشفت الصحيفة أنه "وقبل لقاء عباس- السيسي قيل للرئيس الفلسطيني بوضوح بأن ملف "المصالحة" بين حركتي فتح وحماس لن يطرح على طاولة السيسي لأن حركة حماس متهمة بإثارة قلاقل ودعم وتمويل إرهاب في أرض مصرية والظروف لا تسمح بنقاشات لها علاقة بالمصالحة بين الحركتين لان السلطات المصرية بصدد تحويل كوادر في حماس للقضاء والكشف عن التفاصيل".

كما وقيل لعباس أيضا "إن أولوية السيسي الآن إذا رغبت السلطة هي للمصالحة داخل حركة فتح واقترح مدير المخابرات المصري على عباس التركيز على أن حركة فتح ينبغي أن تتجه مستقبلا للمصالحة مع حماس وهي موحدة من الداخل وليست في ظل وضع الإنقسام الحالي".

وتوضح الصحيفة أن "الإشارة كانت واضحة هنا تماما وتشير للخلاف والمصالحة المتأجلة بين الرئيس عباس وتيار القيادي محمد دحلان المقرب جدا من القاهرة والذي تردد أنه قابل السيسي مباشرة بعد مغادرة خصمه عباس للقاهرة".

في نفس الوقت أبلغ عباس بأن المباحثات المتعلقة بالمفاوضات والعملية السياسية وأحوال المنطقة السياسية ينبغي أن تناقش مع وزير الخارجية نبيل فهمي وليس مع الجنرال السيسي وطاقمه كما تلقى الرجل تلميحا بأن أي وساطة للانفتاح بين السيسي والرئيس السوري بشار الأسد ستخصص لموسكو وليس لأي طرف آخر.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول "عمليا تم خلع اي دسم أو قيمة سياسية مسبقا من زيارة عباس الأخيرة لمصر والرئيس الفلسطيني خرج خالي الوفاض تقريبا لان الزيارة كانت من حيث المبدأ بروتوكولية وإعلامية ليس أكثر ولان جهة فلسطينية تتمتع بدعم دولة عربية تدعم الانقلاب العسكري، نصحت عمليا مكتب السيسي بتجاهل رغبة عباس في إستئناف الإتصالات عبر مصر تحت عنوان المصالحة مع حماس وهو ما كان عمليا".