يتابع سكان الأرض، اليوم الأحد، كسوفا شمسيا في ظاهرة فلكية نادرة الحدوث، حيث يجمع بين نوعين من الكسوف الشمسي، يبدأ بكسوف جزئي، يتحول إلى كسوف حلقي ثم كسوف كلي، عندما تكون الشمس في منطقة خط الاستواء وخط الطول صفر المار ببلدة جرينتش البريطانية.
وتمكث هذه الظاهرة فترة زمنية تبلغ 3 ساعات ونصف تقريبًا، وهي الظاهرة التي تُعرف باسم الكسوفات المختلطة غير الطبيعية.
وأوضح الدكتور حاتم عودة، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر، أن "غرابة الكسوف تأتي من كونه كليا عند خطي الاستواء وجرينتش، وأن آخر كسوف كلي مر بخط جرينتش كان منذ 574 عامًا (في 16 مارس 1466)، في حين أن الكسوف الكلي التالي الذي سيمر به سيكون بعد 101 عام (في 3 يونيو 2114)".
وأشار عودة في تصريحات لصحيفة الأهرام المصرية إلى أنه "خلال 5 آلاف عام، من سنة 1999 ق.م وحتى سنة 3 آلاف ميلادية لم يحدث سوى 15 كسوفا كليا فقط تمر بخط جرينتش الذي يقسم الكرة الأرضية إلى قسمين شرق وغرب".
وستشهد مصر، وفقًا للدكتور أشرف لطيف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد، هذا الكسوف جزئيا لمدة ساعة و39 دقيقة، بداية من الأحد الساعة الثالثة و 8 دقائق بالتوقيت المحلي وسيبلغ ذروته بداية من الساعة الرابعة عصرًا و 46 دقيقة، حيث سيغطي قرص القمر 15% تقريبًا من قرص الشمس.
وأضاف أن معظم الدول العربية ستتمكن من رؤية كسوف الشمس جزئيًا وكذلك جزء من الأمريكيتين وجنوب أوروبا ومعظم دول أفريقيا، أما سكان سواحل المحيط الأطلنطي وجنوب ساحل العاج وغانا والصومال فستكون لديهم فرصة جيدة لمشاهدة مرحلتين أو المراحل الثلاث للكسوف المختلط.
وأوضح "تادرس" أن الكسوف الشمسي لا يحدث إلا في أوائل الشهور العربية، لذلك فهو يتفق مع ميلاد شهر المحرم الذي يبدأ به العام الهجري الجديد 1435 والذي سيوافق طبقًا للحسابات الفلكية يوم الإثنين، مشيرًا إلى أنه يمكن رؤية مولد هلال القمر الذي يجب أن يمكث في الأفق الغربي بعد غروب شمس يوم الإثنين فترة كافية لرؤيته بالعين المجردة، وهو الأمر الذي قد لا يتحقق إلا يوم الثلاثاء المقبل.
وحذر "تادرس" من محاولة رؤية كسوف الشمس بالعين المجردة لأثر ذلك الضار على عين الإنسان، مشيرا إلى أنه يمكن رؤيته باستخدام نظارات سوداء أو عبر أجسام معتمة.