تشارك فرقة مسرح الرواة الفلسطينية في "مهرجان فيالر المسرحي" بالنرويج، من خلال عرض مسرحية "خط أوسلو/القدس" Point of You، الذي افتتح منذ أيام في مدينة فيالر الذي يستضيف عروضاً مسرحية حديثة نرويجية وعالمية. والمسرحية التي افتتح بها المهرجان هي عمل فلسطيني نرويجي مشترك بين مسرح الرواة في القدس وبين مسرح "بيت الدراما" النرويجي، وبتوقيع المسرحي النرويجي الكبير كاي جونسون مخرجاً. ويقول المخرج والممثل المعروف إسماعيل الدباغ، مؤسس مسرح الرواة ومديره الفني "إن المسرحية تقدّم جديدا على مستوى الرؤية الفنية والإخراج والشراكة المسرحية وأيضاً على مستوى المقولة السياسية الندّية التي تقدّم السردية الفلسطينية في الغرب بدون أي تراخي أو تنازل، اللغة الشعبية التي نتحدثها في القدس لا نغيرها حين نقف على خشبات المسارح العالمية".

وأضاف الدباغ أن هذه المسرحية هي نتاج لشراكة أقامها مسرح الرواة مع مسرح "بيت الدراما" النرويجي، حيث شمل التعاون جملة من الفعاليات المسرحية في كل من النرويج وفلسطين في السنوات الثلاث الماضية. ويوضح الدباغ أن المسرحية هي تأليف جماعي قام به الدباغ مع كلّ من الكاتبة المسرحية النرويجية أودا رادور والمثلة النرويجية بيرغيتا لارسن والشاعر الفلسطيني نجوان درويش وأن الجديد في المسرحية هو المزاوجة الناجحة بين الخصائص المسرحية والنص الشعري: "قصائد نجوان درويش أضافت لعملنا كثيراً وشجعتنا على الاقتراب أكثر من الشعر في مسرحيات الرواة، قصائد نجوان درويش تتضمن عناصر مسرحية ولغة شعرية غير عادية استطاعت أن تصل بالسردية الفلسطينية إلى متلقي أجنبي ليس بالضرورة ملماً بالوضع الفلسطيني". وعن علاقة مسرح الرواة بالمسرح النرويجي يقول الدباغ إن العلاقة مع المسرح النرويجي بدأت قبل سنوات حين استضاف مسرح بيت الدراما مسرحية "الأحداث الأليمة في حياة أبو حليمة" وهي مونودراما مسرحية تسرد قصة اللاجيء الفلسطيني وقضيته وهي من تمثيل الدباغ نفسه عن قصة "ما يكون" للأديب الراحل طه محمد علي أعدها للمسرح الشاعر نجوان درويش. في ذلك الوقت، يقول الدباغ، لفتت المسرحية انتباه المخرج المسرحي النرويجي كاي جونسون، وهو من أهم الأسماء المسرحية في أوروبا، ومدير مسرح بيت الدراما آنذاك، وحصل تفاهم واضح فنياً وسياسياً وموقفاً. على أثر ذلك استضاف مسرح الرواة في القدس المحتلة مسرحيين نرويجيين من "بيت الدراما" وأقام لهم ورشات عمل في فلسطين تعرّفهم على أسلوبية مسرح الرواة في العمل المسرحي التي تستلهم في عروضها موروث الفرجة الشعبية الفلسطينية والشامية عموماً وتجذّر نفسها في محيطها الفلسطيني العربي وأسئلته وقضاياه. ونوه الدباغ بالأداء المتميز للممثل الفلسطيني صالح بكري الذي اختارته الفرقة لتأدية الدور الرئيسي في مقابل الممثلة النرويجية اللامعة بيرغيتا لارسن. ويذكر بأن مسرح الرواة، الذي ينشط في مجال الإنتاج والتدريب المسرحيين منذ أكثر من عقدين في القدس المحتلة، قد دخل مؤخراً مجال الإنتاج التلفزيوني حيث عرضت الشاشات الفلسطينية في الموسم الرمضاني الماضي مسلسلاً تلفزيوينياً بعنوان "باب العمود" من إخراج إسماعيل الدباغ وتمثيله مع مجموعة من الممثلين الفلسطينيين. و"باب العمود" هو أول مسلسل تلفزيوني فلسطيني تم تصويره في البلدة القديمة من القدس، وبكوادر فنية وممثلين من مسرح الرواة. وعن هذا يقول الدباغ: "نحن مسرحيون أساساً ومسلسل باب العمود هو محاولة لوصول شرائح واسعة لا يصلها المسرح في ظل أزمة المسرح التي نعيشها في فلسطين، ومحاولة متواضعة مني ومن زملائي في مسرح الرواة لتقديم شيء لقضية القدس بالأدوات التي نمتلكها عوضاً عن التباكي عليها كما تفضل جهات كثيرة للأسف". هذا وستعرض مسرحية "خط أوسلو/القدس" على خشبة "المسرح الوطني النرويجي" في أوسلو بين الرابع عشر والسادس عشر من تشرين الأول/ أكتوبر الحالي.