يسود الشارع الفلسطيني هذه الأيام تساؤلات حول مدى دلالات ارتفاع عمليات إطلاق النار ضد قوات الاحتلال "الإسرائيلي" والمستوطنين في الضفة، بالتوازي مع تنامي حركة الاحتجاجات والمواجهات الشعبية قرب الحواجز “الإسرائيلية” وخلال عمليات اقتحام المدن والمخيمات الفلسطينية والمسجد الأقصى في القدس.
ائتلاف شباب الانتفاضة الفلسطينية والذي أعلن عن نفسه قبل أيام في الضفة وغزة داعياً إلى تظاهرات كبيرة في وجه “إسرائيل” يوم الجمعة المقبل بالتزامن مع ذكرى اندلاع انتفاضة الأقصى، قال في حديث مع "شبكة قدس" أنه يرى الشارع الفلسطيني أصبح مستعداً لإطلاق انتفاضة ثالثة وأن الشباب الفلسطيني المرابط في المسجد الاقصى المبارك والمنتفض في وجه المحتل في كل مدن الضفة المحتلة والقدس أثبت أنه قادر على المواجهة.
وأكد الائتلاف في بيان صادر عنه أمس الثلاثاء 24/9/2013م، أن الشباب الفلسطيني متعطش لرفع الظلم الواقع على أقدس بقعة على وجه الأرض وهي مدينة القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية التي تتعرض لتهويد بشكل يومي من قبل قطعان المستوطنيين الصهاينة، واستمرار البناء الاستيطاني في مدن الضفة المحتلة وتشديد الحصار الظالم على قطاع غزة، ومحاولات تهجير سكان النقب عبر مؤامرة برافر.
المحلل السياسي ناجي البطة قال لصحيفة "الخليج" إن الحراك الفلسطيني بكل أشكاله “يأتي تبعاً لحالة اليأس التي تسربت للطيف الفلسطيني من المفاوضات بين الجانب الفلسطيني المفاوض والجانب الإسرائيلي من دون فائدة، في ظل مراوغة الجانب الإسرائيلي ورفضه تقديم شيء للفلسطينيين”، معتبراً أن أن الاستهدافين للجنود “الإسرائيليين” في قلقيلية والخليل “يزاوج بين خياري العمل الفردي النابع من الشعب والعمل التنظيمي المدروس أمام تنكر إسرائيل لكل حق فلسطيني” .
ووجه ائتلاف شباب الانتفاضة دعوة لفصائل المقاومة الفلسطينية لضرورة التحرك إلي جانب الشباب الفلسطيني المنتفض اليوم في وجه الاحتلال، مشدداً على أن الشباب الفلسطيني قرر الخروج على كل الخلافات السياسية والتوحد بشكل كامل في وجه المحتل، استشعاراً منه بعظيم الخطر الذي يحيط بالقضية الفلسطينية اليوم من كل جانب.
وأضاف الائتلاف لـ" شبكة قدس" أن الفصائل السياسية والقيادات الفلسطينية اليوم دخلت في اختبار حقيقي أمام الشباب الفلسطيني الذي سبقها وتجاوز كل الأزمات السياسية من أجل الوطن الذي يتعرض لأبشع مؤامرة من قبل الاحتلال. وجدد الائتلاف دعوته للشباب الفلسطيني والشعب في مختلف ربوع الوطن بالخروج يوم الجمعة القادمة 27/9/2013م في كل المدن الفلسطينية لإحياء ذكرى انتفاضة الاقصى ونصرة للقدس والمقدسات.
فيما اتفق المحلل السياسي هاني حبيب على ترجيح خيار الأعمال الفردية خلف الحدثين الأخيرين، مبيناً أن “الفصائل لا يوجد لديها قرار سياسي بالمواجهة العسكرية في الضفة” . وذهب حبيب إلى أبعد من ذلك في تشخيصه للأحداث الأخيرة “بأنها بدايات هبة شعبية قد تقود لانتفاضة جديدة ولاسيما بعد ميل “إسرائيل” للاستمرار في استفزاز الفلسطينيين واستمرارها في تهويد القدس” .
ورأى حبيب أن “أمر أي انتفاضة فلسطينية جديدة لن يكون بالأمر اليسير، ولاسيما بعد دعم الجيش “الإسرائيلي” لانتفاضة المستوطنين وتخريبهم للممتلكات الفلسطينية وهو ما يدعو إلى وقفة ودراسة جادة أمام أي تحرك” . واعتبر أن خطوة تشكيل ائتلاف شباب الانتفاضة أمر إعلامي كغرف العمليات المشتركة التي كانت تتم في أوقات سابقة، غير أنها لا ترقى لإحداث تغير جذري في الحال الفلسطينية بشكل عام .
وذكر المئات من الشباب الفلسطيني أن رسائل نصية وصلت جوالاتهم يوم أمس الثلاثاء، تدعوهم للمشاركة في جمعة الاقصى والتحرك للدفاع عنه قبل فوات الأوان حاملة شعار "جمعة الأقصى".