شبكة قدس الإخبارية

عمرو خالد .. عضو الشؤون المعنوية للقوات المسلحة المصرية

٢١٣

 

عامر سعد
شكل عمرو خالد خلال العقد الماضي ظاهرة بحد ذاته، حيث استطاع من خلال عدة برامج قدمها أن يشكل قاعدة جماهيرية عريضة تخطت المحددات الجغرافية العربية ، قاعدة تؤمن بالمطلق بصوابية ما نادى به عمرو من نظريات نهضوية رغم "طوباويتها " ومقارباتها التاريخية الساذجة والتي لم تلق بالا للمحددات الزمانية والمكانية ومعطيات الواقع -وانشباك مكوناته بصورة معقدة - أي قيمة تذكر. ورغم ذلك بقي جمهور عمرو خالد وفيا لطروحاته، رغم تحذيرات علماء الاجتماع منه  وبشكل متطرف من بعض مؤسسي مدرسة التنمية البشرية، كون صناعة الحياة وبناء مشروع للأمة لا يأتي عبر مواعظ وترف فكري يحاول محاكاة الحضارات الأخرى والتغاضي عن الطاقات المدخرة في الأمة وأهمية المورث الفكري ومنظومة العادات والتقاليد والقيم في البناء الحضاري، وأيضا ضرورة النهضة الشمولية والتي تتأتى عبر جهد متراكم يبدأ بالنواة الأولى "الأسرة" وبناء الثقافة اللازمة لذلك في البنى المجتمعية إلى إحداث النهضة الاقتصادية والنضج والاستقرار في النظام السياسي وغيرها. لكن الصدمة التي أدت إلى ذهول جمهور عمرو خالد عنه هي ممارسة عمرو خالد السياسية ، وانكشاف ارتباطاته في المؤسسة العسكرية المصرية والتي ولغت في دماء المصريين وقتلت تجربته الديمقراطية وسلبت ارادته، حيث استفاق الشارع العربيّ اليوم على حقيقة عمرو خالد والتي ألخصها في أمور ثلاثة: - 1- البون الشاسع بين فكر عمرو خالد وممارسته، وتلك الحقيقة تقود إلى أنّ مواعظ عمرو خالد لم تكون سوى مادة تسويقية مسمومة وحقن مخدرة للإجتماع العربي. 2- ضحالة وسطحية وعذرية الفكر السياسي - الاجتماعي لعمرو خالد وعدم قدرته على مجاراة الدفق السياسي وصيرورة الأحداث، ولعل ارتباطاته بالمؤسسة العسكرية تقف وراء ذلك بشكل أساسي. 3 - الأهم أن عمرو خالد هو أداة للمؤسسة العسكرية المصرية ، ولعلي هنا مدين لوائل عباس الذي كشف حقيقة الرجل قبل أشهر في مقالة مطولة ولم يصدقه أحد. ببساطة سقط القناع وتبين أن عمرو خالد عضو في الشؤون المعنوية للمؤسسة العسكرية المصرية ، والأهم أن الشارع العربي بدأ بفعل الصدمة يعرف حقيقة "إسلام السوق" تلك الموضة التي تنخر بعقل الأمة.