يعيش الأسير سامر العريدي (33 عاما) من بلدة عرابة قرب جنين حياة مأساوية داخل سجون الاحتلال، فهو لم يكفيه اعتقاله من حوالي 15 عاما قضاها متنقلا بين عدة سجون إسرائيلية، حتى أصيب بعدة أمراض مزمنة بسبب الاهمال الطبي الذي تتبعه سلطات السجون بحق الأسرى الفلسطينيين.
عائلته في جنين
انطلقنا الى مسقط رأس الأسير سامي عريدي (عرابة ) جنوب جنين، هذه البلدة التي تزخر بعدد وافر من البواسل في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
والدته المُسنة الصابرة، قوية الارادة ذات عزيمة جبارة رغم الألم، كانت مبتسمة بشوشة، تدخل القلب دون حواجز، مضيافة كريمة، تملؤ عينيها الدموع المتخفية كي تبقى كما طلب منها فلذة كبدها ابنها الاسير سامي، كانت تتحدث مع ضيفاتها وكأنهن بناتها تماماً، سعيدة بهن لسؤالهن عن سامي، ذلك الاسير الذي يعاني وينتظر مع من ينتظرون لتنفس الحرّية واحتضان امهاتهم اللاتي انجبنهم.
فجأة الطفلة أميمة ابنة أخ الاسير سامي اقتربت مبتسمة، فطلبنا منها احضار صورة لعمّها الاسير ، فهرعت مسرعة واحضرتها والتقطنا جميعاً لها صورة وهي تحتضن صورة عمّها سامي والدمعة والفرحة في عينيها، وكأن الطفلة تريد أن تقول: هل سيخرج عمي من السجن قريباً !!!.
بداية المرض وشهادة زملائه بالأسر
بدأ العريدي يعاني في السجن منذ العام 2003، وتفاقم المرض اكثر بعد خوضه إضرابا مفتوحا عن الطعام عام 2004 من اجل تحقيق مطالب الأسرى في حينه والتي أقرتها المواثيق والاتفاقيات الدولية، وشهدت صحة الأسير سامي عيسى عارف عريدي (33) عاماً من بلدة عرابة جنوب جنين تدهورا ملحوظاً في وضعه الصحي، وأبلغتنا عائلة الاسير سامي العريدي أنه يمر في ظروف صحية صعبة للغاية وهو بحاجة إلى الإقامة الدائمة، فهو في أغلب ساعاته يلزم سريره دون حراك لعدم قدرته على الحركة فهو لا يستطيع أن يبذل أي جهد ممكن، كما أن جسمه في حالة هزل دائم، ورغم الزيارة المتكررة لعيادة السجن الا انه لا تحسن يذكر على وضعه الصحي.وقال رامي عريدي شقيق الاسير "إن سامي قليل الحديث بسبب ما يشعر به من ألم، إلا أن المرض أصبح علامة مميزة بجسده المنهك، وآلامه تكشف وضعه الصحي المتردي خاصة أثناء ساعات الليل، حيث يستيقظ مختنقاً، حيث لا يستطيع النوم إلا في هيئة الجالس، ويعاني من ضعف حاد في عضلة القلب وضيق شديد في التنفس ودوار ملازم، وصداع يستمر لعدة أيام، وعدم انتظام في دقات قلبه.وناشد أسرى سجن مجدو الاعلام لانقاذ الاسير عريدي، وأفادنا عدد من الأسرى في سجن مجدو عدة مرات سابقة وتحديداً منذ شهر نيسان، أن الاسير عريدي كان ينقل الى عيادة سجن مجدو على وجه السرعة وذلك لارتفاع شديد بضغط الدم وصعوبة بالغة بالتنفس وعدم القدرة على الحركة.فعاليات التضامنانطلقت في السنوات الأخيرة المسيرات الداعمة للأسرى المرضى والمناشدة للعالم أجمع بضرورة الحراك لإنقاذهم من الآلام التي تزداد وتأكل الأجساد، وطالب الاسرى المرضى من خلال محاميهم والصليب الأحمر ونادي الأسير الافراج عنهم، ولكن الاحتلال لا جدوى من حقده المتواصل تجاههم، و ناشد العريدي كافة مؤسسات حقوق الانسان العمل الجاد على ضرورة تفعيل ملف الاسرى المرضى في سجون الاحتلال، وما يعانونه من اهمال طبي قد يودي بحياتهم في أي لحظة، مطالباً في الوقت ذاته بضرورة العمل الجاد للإفراج عنهم.