ضمن قائمة الـ26 أسيراً فلسطينياً المفرج عنهم في "صفقة العودة للمفاوضات" بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية، كان الأسير المحرر جميل عبد الوهاب النتشة (48) عاما من مدينة الخليل، الذي أمضى (21) عاماً في سجون الاحتلال. وقد اعتقل النتشة في (15-12-1992) وحكم بالسجن الفعلي (21) عاما، أمضاها كاملة تنقص أربعة أشهر.
وخلال لقاء خاص لـ "شبكة قدس" الإخبارية مع الأسير المحرر جميل النتشة قال: " لم تسعني الفرحة حينما وصلني الخبر بأنني ضمن القائمة الآولى المنوي الإفراج عنهم، لكنني لم أصدق هذا الخبر إلا حينما خرجت من عوفر ورأيت بأم عيني الأهل والأحبة".
وأوضح النتشة أن الفترة الأخيرة كانت هي الأصعب بالنسبة اليه على مرّ تاريخ اعتقاله الذي استمر قرابة (21) عاما، لاقتراب ساعة الصفر لعناق الحرية مضيفاً: "في اليومين الأخيرين رأيت الويل من الوحدة الإسرائيلية المسماة (ماماز) ومهمتها التفتيش بصورة دقيقة جدا تنتهك من خلالها الحرمة الإنسانية للأسير، ورغم كلّ ذلك إلا أنني كنت سعيداً بتنكيلهم لنا لأنني أثق أنهم لا ينتهجون هذا النهج إلا إن كانوا منزعجين وغير راضين عما سيكون".
وأشار النتشة أن لحظة الحريّة شعر أنّ كلّ ما كان يفتقده على مدار 21 عاما قد حصل عليه بمجرد تحرره :" بالحرية حصلت على ولديّ عاصم وعلي، زوجتي، أهلي، أصدقائي، السعادة، الكرامة، الحرية، وحتى أبسط الأشياء التي حرمنا منها بالسجن".
وحول الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة بخصوص توقيع الأسرى على التعهد بنصوص اتفاقية الخطوط الحمراء من ضمنها عدم الخروج من محافظاتهم بدون إذن جيش الاحتلال وذلك لمدة عام، أو المشاركة في مظاهرات مناهضة لها، وإلا سوف يعاد اعتقالهم، فقد نفى النتشة التوقيع عليها، وقال :" لم نوقع على أيّ ورقة ، وهذه الشروط حصلنا عليها مصورة مرفقة بالخرائط والشروط التي يريدها الاحتلال، وقد ألزمنا بها من ضابط الاحتلال " شفويا " فقط".
[caption id="attachment_25728" align="aligncenter" width="576"] خارطة سلمت لأحد الأسرى لتوضيح المناطق التي يسمح له بدخولها[/caption]