شبكة قدس الإخبارية

"والا" العبري: هكذا اقتنع أبو مازن بالعودة إلى طاولة المفاوضات

هيئة التحرير

نشر موقع "والا" العبري مساء اليوم تقريرا مفصلا وقائع الساعات الأخيرة التي سبقت إعلان وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري" عن انطلاق المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين قبل يومين.

وقال الموقع إنه "مما لا شك فيه أن موافقة السلطة الفلسطينية على العودة للجلوس على طاولة المفاوضات مع الإسرائيليين في هذا الوقت تأتي في سياق السيناريو المتوقع، والمتمثل بموجة الانتقادات المتوقع أن يتلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الفصائل الفلسطينية لا سيما حركتي حماس والجهاد الإسلامي".

وأضاف الموقع "لكن ما يلفت النظر هنا هو خروج القيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان عن صمته الذي لازمه عدة سنوات ليوجه انتقادات شديدة للرئيس الفلسطيني محمود عباس بسبب موافقته على العودة لطاولة المفاوضات، ويدرك دحلان جيداً أن هذه هي الفرصة الأخيرة له من أجل إحراج عباس مستغلاً حالة الغليان والغضب التي تسود قيادات منظمة التحرير وحركة فتح تجاه أبو مازن حول ملف المفاوضات مع "إسرائيل"، واصفاً خطوة عباس تلك "بالانتحار السياسي".

وأورد الموقع أبرز تصريحات القيادي الفتحاوي محمد دحلان التي قال فيها "إن موافقة عباس على المفاوضات تأتي في إطار الخضوع للضغط الدولي الأمر الذي سيؤدي إلى تضليل الشعب الفلسطيني"، في حين وصف محللون إسرائيليون تصريحات دحلان أنها نابعة من الخلافات الشخصية بين الطرفين، لافتين إلى أنه لو كان بدلاً من عباس لقدم أكثر منه بكثير للعودة إلى طاولة المفاوضات.

وبحسب ما جاء على الموقع فإن دحلان لم يكن الوحيد الذي انتقد خطوة عباس لكنه وخلال 48 ساعة الأخيرة وجه عدد كبير من قادة منظمة التحرير عدم موافقتهم على تلك الخطوة، معربين عن قلقهم الشديد إزاء الإعلان المفاجئ الذي انتهجه أبو مازن حول استئناف المفاوضات.

موضحا "أن السبب الرئيسي في مهاجمة تلك القادة لأبي مازن هو تلك المتعلق بتجاهل الرئيس عباس بالرسالة الأمريكية التي وصلت القيادة الفلسطينية دون الجانب الإسرائيلي والتي جاء فيها أن المفاوضات ستكون على أساس حدود 67، إلا أنها لم تذكر البته قضية تجميد المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية التي لطالما كان يطالب بها الرئيس الفلسطيني".

ونقل الموقع عن مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية قولهم "إن أبو مازن نجح في الحصول على موافقة اللجنة المركزية لحركة فتح حول استئناف المفاوضات"، مشيرين إلى أن اثنين فقط من الحضور لم يوافقوا على موضوع المفاوضات هما "توفيق الطيراوي وعثمان أبو غربية".

وأضاف الموقع أن "اللجنة المركزية لمنظمة التحرير التي يشارك فيها ممثلو الأحزاب الفلسطينية تمكنت من الانعقاد، لكنه وقبل بدء اللقاء بدقائق وصل خبراً مفاده أن رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" لن يوافق على مفاوضات على أساس حدود 67، والذي كان على عكس الموقف الذي عرض في جلسة اللجنة المركزية لحركة فتح".

وياتبع الموقع "هذا الأمر أدى إلى استياء كبير في أوساط ممثلي التنظيمات التي جاءت لتعبر عن القرار في نهاية الجلسة، ومن أبرز تلك التنظيمات التي أعلنت رفضها لقرار العودة إلى المفاوضات هما الجبهة الشعبية وحزب الشعب واللذان وصفا القرار بالخطأ".

ووفقاً للموقع فإنه على ما يبدو أن أبو مازن فضل عدم تحمله مسؤولية فشل جهود وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" ما سيؤدي إلى توقف المساعدات الأمريكية على بعض التصريحات العدائية من البيت الفلسطيني الداخلي، وما شجعه أكثر هو موافقة الجانب الإسرائيلي على إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين.

وختم الموقع بالقول "في هذه الحالة يكون أبو مازن قد انتهج سياسة واضحة والمتمثلة بأنه عندما تطلق "إسرائيل" أول أسير والمتوقع أن يكون نهاية شهر رمضان المبارك فإن تصريحات قيادات حركة فتح ومنظمة التحرير ستكون في مهب الريح عندما تصطدم بابتهاج عائلات الأسرى المطلق سراحهم".