أفاد تقرير نشرته إذاعة هولندا العالمية أمس الجمعة أنه ووفقا لدراسات مستفيضة للمجتمعات العربية حول نسب العنوسة فقد اظهرت تلك الدراسات أن فلسطين هي أقل الدول العربية نسبة للعنوسة، إذ لا تتعدى النسبة 7%، أما أعلى نسبة ففي لبنان حيث تصل 86%.
كما تشهد دول الخليج ارتفاعا مطردا في السنوات الأخيرة، وتتصدر الإمارات قمة الترتيب بنسبة 70%. وهناك مليونا عانس في السعودية، أي ما يعادل سكان البحرين مرتين، فيما تبلغ النسبة في البحرين 25% وهي أدنى نسبة خليجيًا.
ووفقًا للتقرير، فإنه نتيجة لغياب إحصائيات حديثة ودقيقة عن ظاهرة العنوسة في الدول التي استهدفتها الدراسة، قامت "هنا أمستردام" - إذاعة هولندا العالمية، بجمع ما توفر من الإحصائيات لدى مراكز الابحاث وقامت بدراستها ومقارنتها.
وأضافت على سبيل المزاح "إذا أردتِ أن تجدي شريك حياتك فما عليك إلا أن تكوني فلسطينية، أو تسافرين إلى فلسطين حيث تسجل أقل نسب العنوسة في العالم العربي".
كما استندت على بعض المعطيات التي تقدمها منظمات غير حكومية ناشطة في المنطقة، وأدمجتها بالتوقعات اعتمادا على المؤشرات التي تخص كل دولة على حدة مشمولة بهذه المقاربة.
وتتقارب نسب دول المغرب العربي من حيث نسب العنوسة، إذ العدد الإجمالي إلى حدود 12 مليون عانس، وتأتي الجزائر على رأس المجموعة بأكثر من خمسة ملايين عانس، يليها المغرب بأربعة ملايين ثم تونس بمليونين، وتتذيل المجموعة ليبيا بما يقدر بـ 300 ألف عانس.
وهذه الأرقام مرشحة للارتفاع بفعل تغير البنية الاجتماعية وارتفاع معدل الزواج والأزمة الاقتصادية التي تعيشها المنطقة، وتعيش ليبيا وضعا خاصا بفعل خروجها من الحرب وعدم استقرارها السياسي، الشيء الذي قد يؤدي إلى الزيادة في نسبة العنوسة التي تصل الآن 35 في المائة.
وبالنسبة للشرق الأوسط، لا يبدو شيئا هينا في لبنان الحصول على عروس، حيث إن 15% فقط من الشابات اللبنانيات وفقن في الحصول على شريك، أما في سوريا فتبلغ نسبة العنوسة فيها 70%، وهي مرشحة للارتفاع بسبب ظروف الحرب.
نفس النسبة تنطبق على العراق الذي يعيش واقعا سياسيا عنيفا يتمثل في ارتفاع عدد القتلى في صفوف الرجال بسبب الاضطرابات الطائفية.
وفي مصر يبلغ عدد العوانس 8 ملايين أي 40% من مجموع الفتيات في سن الزواج، وهو رقم مرشح أيضا للارتفاع بسبب الازمة الاقتصادية والسياسية التي يعيشها البلد.
وتمثل فلسطين الاستثناء في العالم العربي رغم ظروف الاحتلال، حيث يعتبر الفلسطينيون مؤسسة الزواج والإنجاب ضرورة لإثبات حق بقاء المواطن الفلسطيني على الأرض.
أما منطقة الخليج العربي، فانه رغم نقص تأثير العامل الاقتصادي مقارنة مع الدول العربية الأخرى، إلا أن نسبة العوانس في دول الخليج وصلت أرقامًا كبيرة.
وتصل النسبة في الإمارات إلى 75% بـ 175 ألف عانس. وتتقارب نسب دول الخليج الأخرى حيث تصل الى 45% بالسعودية وأدناها 25 % في البحرين.
وتعود أسباب ارتفاع هذه الأرقام إلى المغالاة في المهور وتكاليف الزواج وفقا للأعراف الخليجية، في الوقت الذي تراجع فيه الوضع الاقتصادي، ففي الإمارات مثلا يسمح للرجال بالزواج مع غير الاماراتيات، بينما يتم التضييق أو منع هذا في دول خليجية أخرى.