شبكة قدس الإخبارية

"استربتيز" أخلاقي !

هيئة التحرير

"هبلة وسلموها طبلة"، ذلك هو المثل المصري الذي ينطبق على الرداءة وانعدام الكفاءة لعروض البذاءة التي نضحت بها بعض حلقات"وتر ع وطن" في نسخته الرمضانية للعام 2013.

 "بذاءات عماد" هو الاسم الجديد الذي ينبغي له أن يطلق على "التخاريف" السخيفة الهابطة التي يقتحم بها "عماد فراجين وفرقته الماسية" صالوناتنا في ليالي رمضان، وهي عروض لا تملك الا ان تضع يدك على أنفك وأنت تتابع بعض حلقاتها الخارجة من المراحيض العامة، دون أدنى التفاتة لمعايير الجودة التي يفترض ان تتوفر بمثل هذه السلع المنتهية الصلاحية مضمونا واداء.

يعيد عماد فراجين في حلقات البذاءة، انتاج الرداءة، بما لا عين رأت ولا أذن سمعت، عندما يستحضر مقتطفات مما تضخه بعض "الفضائحيات" التي تدعي انها إسلامية في بلد يمتلك من فائض السخرية اللاذعة ما يغرق الارض ضحكا دون أن تتمكن من إغماض عينيك... ويقوم بقذفها في وجوهنا، ووجوه اطفالنا بإكسسوارات رديئة تجعلك تتقيأ من فرط سخافتها وقلة أدبها، حتى انك لا تجد فارقا بين الاصل والتقليد!

"تخاريف عماد" ذات الرائحة الكريهة، تبكيك وهو يستحق عليها شهادة "الايزو" في انعدام الكفاءة، وهي تنهل عباراتها ونصوصها من حفر الامتصاص.

كنت أول المتصدين لـ "غزوة النائب العام لساحة الفن والاعلام" في مقالة اطاحت مع جملة انتقادات لزملاء آخرين بالنائب العام، عندما أصدر أمرا بوقف حلقات "وطن ع وتر" قبل نحو عامين، وهو موقف لم يكن اعجابا بعروض عماد السخيفة، بقدر ما كان رفضا للتغول على الحريات من جانب السلطة، دون أن يعني ذلك غضا للنظر عن معايير الجودة والمواصفات، التي ينبغي لها ان تتوفر في السلعة الاعلامية، تماما وفق المعايير نفسها لأية سلعة أخرى.

فالإعلام في عصر السماوات المفتوحة، بات اليوم صناعة لها خطوط انتاج متنوعة المستويات من الجودة والمواصفات، التي لا يجوز التهاون في الرقابة عليها، وفي حال ثبوت فساد السلعة وانتهاء صلاحيتها، فعلى جهات الاختصاص، وهي هنا دوائر الجودة في المحطات التلفزيونية نفسها اولا، ونقابة الصحفيين ثانيا، باعتبارها حارسة اذواق المشاهدين، سحبها من الاسواق، ومنع عرضها حتى تلتزم بتلك المواصفات تماما مثلما تسحب نقابة الصيادلة او الاطباء التصاريح الممنوحة لأعضائها في حال ثبوت متاجرتهم بالأدوية الفاسدة او ارتكابهم اخطاء طبية.

حتى تعرفوا عما أتحدث أو تقرفوا منه... شاهدوا دون اصطحاب الاطفال، الحلقة الثالثة من تخاريف البذاءة، على وتر وطن هو منها براء.

(نقلاً عن القدس دوت كوم - بقلم : إبراهيم ملحم)