شبكة قدس الإخبارية

قباطية في سجل المقاومة: محطات بارزة في عمليات استهدفت الاحتلال ومستوطنيه

rTizH
هيئة التحرير

قباطية - قدس الإخبارية: لم تكن العملية التي نفذها الأسير أحمد أبو الرب، اليوم الجمعة، حدثاً معزولاً في مسار بلدة قباطية جنوب جنين، التي ارتبط اسمها على مدار عقود بسلسلة من العمليات المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي. 

وخرج من البلدة عشرات المقاومين الذين نفذوا هجمات وُصفت بالأكثر تأثيراً في الضفة الغربية، وأسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف الاحتلال ومستوطنيه.

عملية الفندق

في مطلع العام الجاري، برز اسم قباطية مجدداً عقب عملية “الفندق” التي نفذها الشهيدان محمد أسعد نزال وقتيبة وليد الشلبي، إلى جانب محمد عمر زكارنة، وأسفرت – بحسب مصادر فلسطينية – عن مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة تسعة آخرين.

وأعلنت كتائب القسام حينها نعي الشهيدين نزال والشلبي، مؤكدة أنهما ارتقيا بعد اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال التي حاصرتهما داخل أحد المنازل في بلدة برقين غرب جنين، بعد أسابيع من تنفيذ العملية.

عملية محولا

وفي 11 آب/أغسطس 2024، نفذ مقاومون من قباطية عملية قرب مستوطنة “محولا” في الأغوار المحتلة، أدت إلى مقتل مستوطن وإصابة آخر.

ونُفذت العملية على يد وائل إدريس لحلوح، الذي استشهد لاحقاً في الأول من كانون الأول/ديسمبر 2024، عقب استهداف قوات الاحتلال غرفة زراعية كان يتحصن داخلها في قرية صير جنوب جنين، إلى جانب عبد السلام نبيه أبو الرب، وعبد الله رشيد، ومنتصر أبو نعيم، بعد اشتباك مسلح مع القوات الإسرائيلية.

الرد على مجزرة الإبراهيمي

ويعود أحد أبرز الأسماء المرتبطة بقباطية إلى السادس من نيسان/أبريل 1994، حين نفذ رائد زكارنة عملية في مدينة العفولة، وُصفت حينها بأنها أول رد على مجزرة المسجد الإبراهيمي في الخليل.

وأسفرت العملية، وفق الرواية الفلسطينية، عن مقتل تسعة إسرائيليين وإصابة نحو خمسين آخرين، بعد تفجير سيارة مفخخة في تجمع للمستوطنين.

على خطى “العياش”

وتُستحضر قباطية أيضاً بوصفها إحدى المحطات التي نشط فيها قادة بارزون في العمل المقاوم، من بينهم الشهيدان أمجد كميل وأحمد أبو الرب، اللذان ارتبط اسماهما بالقائد القسامي يحيى عياش.

ووفق مصادر تاريخية فلسطينية، التقى أحمد أبو الرب بعياش خلال وجوده في جنين، وأسهم في تدريب خلايا محلية على استخدام السلاح وصناعة العبوات، قبل أن تُكشف هويته ويُلاحق من قبل الاحتلال عام 1994.

وبعد استشهاد محمد أبو معلا في آب/أغسطس من العام نفسه، انتقل أحمد أبو الرب وأمجد كميل للتنقل بين المناطق، قبل أن يعودا سراً إلى قباطية للاطمئنان على عائلتيهما. وفي الثاني من أيلول/سبتمبر 1994، انفجرت عبوة ناسفة زُرعت في سيارة كانا يستقلانها قرب مفترق قرية عقربة، ما أدى إلى استشهادهما.

وتبقى قباطية، وفق الذاكرة الفلسطينية، واحدة من البلدات التي شكّلت رافداً أساسياً للمقاومة في شمال الضفة الغربية، وحاضنة لأسماء وأحداث تركت أثراً بارزاً في مسار الصراع مع الاحتلال.