الأسرى - شبكة قُدس: أكّد الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال، أنّهم يواجهون منذ إتمام الصفقة، حرباً نفسية متواصلة تنفذها منظومة السجون بالتعاون مع جهاز "الشاباك"، من خلال نشر أخبار مضللة تتراوح بين الادعاء بانتهاء الحرب دون أمل بالإفراج، وأخرى توهمهم بقرب صفقة جديدة.
ووفق مؤسسات الأسرى؛ تركّز هذه الممارسات على القيادات الأسيرة التي تتعرض لمحاولات تصفية واستهداف مباشر عبر الاعتداءات المتكررة والإذلال المستمر على مدار الساعة.
وأظهرت الزيارات الميدانية التي أجريت لعشرات الأسرى في عدد من السجون المركزية خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2025، أنّ الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحقهم لا تزال على ذات المستوى الذي مارسته إدارة السجون منذ اندلاع الحرب، بل تصاعدت مجدداً عقب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار وإتمام صفقة التبادل.
ووفقاً لشهادات الأسرى الذين تمت زيارتهم، فإنّ عمليات القمع الواسعة والممنهجة شهدت تصعيداً خطيراً، ترافق مع تقليص كميات الطعام مجدداً وفرض سياسة تجويع قاسية، إلى جانب حرمان الأسرى من العلاج الطبي ضمن ما وصفوه بـ"الجرائم الطبية" المتصاعدة.
كما تفاقمت الكارثة الصحية داخل السجون نتيجة الانتشار المتواصل لمرض الجرب (السكابيوس)، الذي تحوّل إلى أداة تعذيب جسدي ونفسي ممنهجة.
وفي السياق، ذكرت الأسيرات أنهنّ تعرضن خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر المنصرم لثلاث عمليات قمع متتالية، حيث جرى تكبيلهنّ إلى الخلف، وتعصيب أعينهن، وإخراجهن بطريقة مهينة من الزنازين، ورشّهن بالغاز وتصويرهن أثناء ذلك، وسط سخرية وشتم متعمد من السجانين.
كما أكدت الأسيرات وبقية الأسرى أنّ إدارة السجون أعادت تفعيل ما يسمى بـ"الفحص الأمني" (العدد) بالطريقة ذاتها التي فُرضت في بداية الحرب، والمتمثلة في إجبار الأسرى على الركوع على الركبتين، وخفض رؤوسهم نحو الحائط أثناء العدّ، في مشهد يمثل واحدة من أكثر أدوات الإذلال التي استخدمتها الإدارة منذ بدء الحرب.



