شبكة قدس الإخبارية

"هند رجب" تقدم في ألمانيا شكوى ضد جندي من جيش الاحتلال شارك في تعذيب أسرى فلسطينيين 

112025164429856418201

متابعة قدس: أعلنت مؤسسة هند رجب عن رفع شكوى جنائية أمام المدعي العام الاتحادي في مدينة كارلسروه الألمانية ضد أحد جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي المقيمين في برلين، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال العدوان على قطاع غزة. وطالبت المؤسسة السلطات القضائية الألمانية باعتقال الجندي فورًا وفتح تحقيق رسمي بحقه، مؤكدة أن الشكوى تستند إلى أدلة موثقة رقمياً تُظهر تورطه في التعذيب وعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

وذكرت المؤسسة في بيانها أنّ الدعوى رُفعت ضد الجندي الإسرائيلي إلكانا فيدرمان، المنتمي إلى الكتيبة 94 (دوشيفات) ضمن لواء كفير، وعضو في منظمة "تساف 9" اليمينية المتطرفة. وأوضحت أن الشكوى تستند إلى قانون الجرائم ضد القانون الدولي الألماني، مستندةً إلى أدلة رقمية موسعة تُظهر تورطه المباشر في التعذيب المنهجي وعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وأشار البيان إلى أن مقاطع فيديو وتصريحات علنية لفيدرمان كشفت مشاركته في إساءة معاملة المعتقلين الفلسطينيين وتمجيده لتلك الأفعال. ففي مقابلة متداولة على نطاق واسع، تفاخر فيدرمان بأنه أخذ كلبه إلى غزة كمقاتل، مدّعيًا أن الحيوان "تعامل مع السجناء الفلسطينيين" في مركز احتجاز سدي تيمان في النقب، وهو الموقع الذي وثّقت فيه منظمات حقوق الإنسان حالات تعذيب وعنف جنسي ومعاملة قاسية.

وأضافت المؤسسة أن منشورات متعددة على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت مشاركة فيدرمان في منع قوافل الإغاثة الإنسانية المتجهة إلى غزة، وتشجيعه آخرين على الفعل ذاته. وأشارت إلى أن منظمة "تساف 9" التي ينتمي إليها فُرضت عليها عقوبات أميركية عام 2024 لدورها في عرقلة الشاحنات المحمّلة بالغذاء والدواء نحو القطاع المحاصر.

وطالبت مؤسسة هند رجب القضاء الألماني بفتح تحقيق جنائي عاجل بحق فيدرمان، وإصدار أمر احتجاز احتياطي خشية فراره، إلى جانب مذكرة توقيف أوروبية لضمان القبض عليه في أي دولة من الاتحاد الأوروبي. وأكدت أن القانون الألماني يتيح ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وفق مبدأ الولاية القضائية العالمية، بصرف النظر عن جنسية الجاني أو مكان ارتكاب الجريمة.

وقال مدير المؤسسة دياب أبو جهجه في البيان إنّ "سلوك فيدرمان، الذي عُرض بفخر على الإنترنت وغُضّ الطرف عنه في المجتمع الإسرائيلي، يجسّد القسوة والإفلات من العقاب اللذين يميزان حرب الإبادة الجارية على غزة. لألمانيا سلطة قانونية وواجب أخلاقي للتحرك".

وتأتي هذه الشكوى استكمالًا لإجراءات قانونية مماثلة سبق أن رفعتها المؤسسة في ألمانيا ضد الضابط الإسرائيلي شمعون آفي زوكرمان، إضافة إلى دعاوى أخرى تقدّمت بها منظمات حقوقية ضد قناصة في جيش الاحتلال. وتشكل هذه الخطوة جزءًا من حملة قانونية دولية أطلقتها مؤسسة هند رجب لملاحقة المسؤولين الإسرائيليين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة خلال الحرب على قطاع غزة.