ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: خلال اجتماعات اللجنة الدائمة للمنظمة الصهيونية العالمية، التي عقدت اليوم الأربعاء في القدس، طُرحت ترشيحات جديدة للمناصب العليا، كان أبرزها ترشيح يائير نتنياهو، نجل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لتولي منصب مدير دائرة الإعلام في المنظمة الصهيونية، وهو منصب مدفوع الأجر ويمنح صاحبه امتيازات تعادل امتيازات الوزير. وقد أثار اقتراح اسمه عاصفة من الجدل داخل الجلسة أدت إلى توقف المناقشات.
وأفادت مصادر في المنظمة الصهيونية لصحيفة يديعوت أحرونوت بأن نتنياهو الأب، خلال زيارته الأخيرة إلى نيويورك، التقى عدداً من مندوبي المؤتمر الصهيوني وطلب منهم دعم الوزير مِيكي زوهر في مساعيه لإقصاء يعقوب حغويل من موقعه، وهو ما بدا الآن أن له صلة مباشرة بترشيح نجله. ووفقًا للمصادر، فإن يائير نتنياهو سيحصل في حال تعيينه على مخصصات وامتيازات وزير تشمل مكتباً وسيارة وميزانية تشغيلية وراتباً مساوياً تقريباً لراتب الوزراء.
وسيتاح أمام نتنياهو الابن، في إطار المنصب الجديد، الاختيار بين عدد من الدوائر القيادية داخل المنظمة، من بينها: رئاسة دائرة النشاط العام في مؤسسات الناطقين بالفرنسية (التي تشرف على برامج إعداد القيادات الشابة في الأطراف والتفاعل مع القادمين من فرنسا إلى فلسطين المحتلة)، أو رئاسة دائرة مكافحة معاداة السامية (التي تضم وحدة لتعزيز الأمن والتماسك المجتمعي لليهود في العالم)، أو رئاسة دائرة النهوض باللغة العبرية (التي تُعنى بتعليم العبرية حول العالم)، أو إدارة دائرة التدريب الصهيوني في المؤسسات التابعة للمنظمة.
غير أن التعيين المقترح أثار انتقادات لاذعة من داخل المؤسسة الصهيونية نفسها. إذ قال مسؤول رفيع للصحيفة: “بنيامين نتنياهو عمل لشهرين على ترتيب هذا التعيين لمصلحة ابنه. قبل لقائه مع ترامب في نيويورك، ألغى كل مواعيده وجلس مع مندوبين من الليكود العالمي لتأمين دعمهم. الآن تبيّن أن كل ذلك كان من أجل وظيفة لابنه”. وأضاف: “لم يكن أحد يعلم شيئًا عن هذا الترشيح، لم يُذكر اسم يائير من قبل، وكان الأمر كله سرياً بين نتنياهو وزوهر. كان هناك اتفاق خلف الكواليس: نتنياهو ساعد زوهر في انتخابات المؤسسات الصهيونية، وفي المقابل زوهر منحه هذا المنصب لابنه”.
وتجري التعيينات في المنظمة الصهيونية وفق نظام محاصصة بين الكتل الحزبية، غير أن كل كتلة تختار ممثليها بحرية. وبهذا السياق، اختار مِيكي زوهر يائير نتنياهو ممثلاً عن حزب الليكود، كما اختار يائير لابيد الوزير السابق مئير كوهين ممثلاً عن حزب “يش عتيد”. وقد أثار اختيار نجل نتنياهو صدمة داخل صفوف “يش عتيد”، حيث قال مسؤول في الحزب: “منذ لحظة طرح اسم يائير نتنياهو توقفت كل النقاشات في المؤتمر. الجميع في حالة ذهول، والاتفاق بين الأحزاب بات مهدداً”.
وشنّت شخصيات معارضة لدى الاحتلال هجوماً حاداً، معلنة أنها تدرس الانسحاب من الاتفاق التنظيمي. وقال أحدهم: “زوهر خدعنا. صحيح أن كل كتلة تختار ممثليها، لكن ما فعله الليكود هنا هو تزوير للاتفاق. لم يتخيل أحد أن الحزب سيستغل المحاصصة ليؤمّن وظيفة لابن نتنياهو. هذه كانت خديعة صريحة”.



