صنعاء – شبكة قُدس الإخبارية: أكد قائد جماعة أنصار الله، عبد الملك بدرالدين الحوثي، أن العدوان على قطاع غزة خلال العامين الماضيين شكّل أكبر فضيحة للعدو الإسرائيلي وشركائه الدوليين، بعد أن اتجه نحو استخدام الإبادة الجماعية والتدمير الشامل والتجويع لاحتلال القطاع وإنهاء المقاومة وتهجير سكانه قسرًا، لكنه فشل في تحقيق أهدافه رغم الدعم الأمريكي والأوروبي الكامل.
وقال الحوثي، في كلمة له مساء الخميس، إن العدو الإسرائيلي بعد انسحابه من غزة عام 2005 “ظلّ حاقدًا ولم يقبل بالتسليم بترك القطاع لأهله”، فاستمر في حصاره للقطاع على مدى 18 عامًا، وواصل التضييق والعدوان المتكرر في مراحل متعددة، إلى أن جاءت التحضيرات العلنية لعدوان جديد وشامل قبل عملية “طوفان الأقصى”.
وأضاف أن الاحتلال استمر قبل العملية في انتهاكاته المتصاعدة في المسجد الأقصى والضفة الغربية، وفي تعذيب واضطهاد الأسرى الفلسطينيين دون أي أفق لحل قضيتهم، ما دفعه إلى محاولة إدخال الشعب الفلسطيني في مرحلة اليأس.
وأشار الحوثي إلى أن العدوان على غزة لم يكن مواجهة عسكرية محدودة، بل كان هدفه المعلن احتلال القطاع بالكامل، وتدمير كل مقومات الحياة فيه، وتهجير السكان قسرًا، وإنهاء المقاومة واستعادة الأسرى من دون صفقة تبادل، موضحًا أن الاحتلال لجأ إلى القتل الجماعي باستخدام القنابل الأمريكية المدمرة والحارقة، واستهداف أحياء كاملة وأحزمة سكنية عبر الغارات والأحزمة النارية والعربات المفخخة.
وأكد أن الاحتلال، بشراكة أمريكية ودعم أوروبي، قتل وجرح ما نسبته 11% من سكان قطاع غزة في نطاق جغرافي محدود خلال عامين من العدوان، وهي النسبة الأعلى في العصر الحديث، لافتًا إلى أن العدو استهدف أكثر من 1000 مسجد في غزة، والمدارس بنسبة 95%، وأوقف التعليم، كما استهدف المقابر وسرق أكثر من 2000 جثمان، واستهدف الإعلاميين والعاملين في المجال الإنساني والدفاع المدني.
وبيّن الحوثي أن مشاهد الجرائم الإسرائيلية في غزة كانت شاهدة على بشاعة إجرام الاحتلال، من إطلاق الكلاب على المسنين والمرضى، إلى التعذيب الذي أدى إلى استشهاد عدد من الأسرى والمختطفين، مؤكدًا أن هذه الانتهاكات تُعدّ جرائم بالإجماع البشري وبالاعتبارات القانونية والشرعية.
وفي حديثه عن عملية “طوفان الأقصى”، قال الحوثي إنها جاءت في سياق 75 عامًا من الإجرام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، وفي ظل الحصار والخذلان العربي، مشيرًا إلى أن العملية كانت “نجاحًا غير مسبوق في تاريخ الصراع” وأحدثت صدمة هائلة للاحتلال وداعميه، إذ ظهر العدو في حالة ترنّح وهزيمة نفسية ومعنوية غير مسبوقة.
وأوضح أن الاحتلال أخفق، بعد عامين من العدوان الشامل، في تحقيق أهدافه: لم يستطع إنهاء المقاومة، ولا تهجير الشعب الفلسطيني، ولا استعادة الأسرى من دون صفقة تبادل، كما واجه أزمة بشرية وصلت إلى التفكير في تجنيد يهود من الخارج.
وأشار الحوثي إلى أن ما جرى في غزة ألحق ضررًا بالغًا بصورة الاحتلال والولايات المتحدة عالميًا، قائلاً إن “المجرم نتنياهو أصبح مطلوبًا للمحاكم الدولية ومحظورًا عليه السفر إلى العديد من الدول، ومجرمًا بإجماع عالمي”.
وفي جانب آخر من كلمته، ربط الحوثي القضية الفلسطينية بالمصالح القومية للأمة، محذرًا من فتح بعض دول الخليج المجال أمام الاحتلال الإسرائيلي للتغلغل في الاتصالات وبرامج التجسس، وشراء الأراضي في البلدان العربية، واصفًا ذلك بأنه “أحد أخطر المسارات التي فُتحت أمام العدو”.
كما اتهم الاحتلال الإسرائيلي بالعمل على إثارة النزاعات الطائفية والقبلية والمناطقية، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لصناعة واقع مأزوم يشتت الشعوب عن القضايا الكبرى، وعلى رأسها مواجهة الاحتلال.
واعتبر الحوثي أن مشروع الصهيونية يهدف للسيطرة الكاملة على المنطقة، ومصادرة حقوق الشعوب وكرامتها وهويتها، وتحويلها إلى خادمة للمصالح الأمريكية والإسرائيلية، موضحًا أن تصفية القضية الفلسطينية تجلت في مواقف بعض الأنظمة العربية خلال العامين الماضيين، التي رفضت حتى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الاحتلال رغم جرائمه في غزة.