فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: أكد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في قطاع غزة، حازم قاسم، في مقابلة مع قناة الجزيرة، أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه يمثل نقطة تحول تاريخية تنهي الحرب الإجرامية المستمرة منذ أكثر من عامين، مشددًا على أن الحركة تعاملت مع كل مراحل التفاوض بمسؤولية وطنية عالية وحرص شديد على حقوق الشعب الفلسطيني وتضحياته.
وقال قاسم إن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة قدّم نموذجًا فريدًا في الصمود والثبات رغم حجم المأساة، مضيفًا: “نتوجه بكل التحية والتقدير إلى جماهير شعبنا الفلسطيني الصامدين هنا على أرض غزة، الذين قدموا هذه التضحية الكبيرة من مئات آلاف الشهداء والجرحى وملايين النازحين، في مواجهة أكبر جريمة بشرية في التاريخ المعاصر. إن هذا الشعب العظيم، بكل أطفاله ونسائه ورجاله، صمد في وجه آلة القتل الصهيونية، وأفشل مخطط التهجير والاستيطان الذي كان الاحتلال يسعى لفرضه بالقوة”.
وأوضح قاسم أن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار لم يكن منحة من أحد، بل هو ثمرة لصمود الشعب والمقاومة على مدى عامين من الحرب والدمار، قائلاً: “إنهاء العدوان كان هو الهدف المركزي الذي تحركت فيه حماس منذ اليوم الأول، ولم نقبل في أي مرحلة أن يكون الحديث عن تبادل الأسرى بمعزل عن وقف العدوان ووقف الحرب نهائيًا. كنا واضحين في موقفنا، لن يكون هناك أي اتفاق جزئي أو مرحلي ما لم يتضمن تعهدًا واضحًا بإنهاء الحرب على قطاع غزة بشكل كامل، وهذا ما تحقق الآن بفضل صمود شعبنا ووحدة موقف المقاومة”.
وأشار قاسم إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، كعادته، يحاول الالتفاف على الاتفاق عبر التلاعب بالمواعيد والقوائم والإجراءات التنفيذية، في محاولة من نتنياهو لإظهار نفسه أمام الداخل الإسرائيلي على أنه المتحكم في مسار الاتفاق. وقال: “الاحتلال يحاول التلاعب بالمواعيد ويتعمد المماطلة في إعلان وقف إطلاق النار بحجة اعتبارات داخلية، لكنه في الحقيقة يسعى لتسجيل نقاط سياسية أمام جمهوره، ونحن نقول بوضوح: لا أحد يمكنه الالتفاف على ما تم الاتفاق عليه برعاية وضمانات دولية واضحة. نحن على تواصل دائم مع الوسطاء لإلزام الاحتلال بكل ما تم الاتفاق عليه، وعدم السماح له بإضاعة الوقت أو خلط الأوراق”.
وبيّن قاسم أن المرحلة المقبلة ستبدأ فور دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وانسحاب قوات الاحتلال إلى الخطوط المتفق عليها، وبعدها بساعات أو في اليوم التالي مباشرة ستنطلق عمليات تبادل الأسرى وفق الجداول الزمنية المحددة مسبقًا، مضيفًا: “الترتيبات واضحة ومتفق عليها بالكامل، لكن الاحتلال يعيق التنفيذ بسبب حسابات داخلية وصراعات حزبية وخوف نتنياهو على ائتلافه الحكومي. نحن نثق بأن الوسطاء من مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة سيعملون على ضمان التنفيذ الكامل، رغم محاولات التأخير الإسرائيلية”.
وأضاف أن حركة حماس وضعت الوسطاء في صورة الصعوبات الميدانية الناتجة عن الدمار الشامل الذي سببه الاحتلال، وتجريفه الواسع للمناطق في القطاع، وهو ما يجعل بعض جوانب تنفيذ اتفاق التبادل أكثر تعقيدًا من الناحية اللوجستية. وأوضح أن المرحلة الأولى من الاتفاق تتضمن تبادل الأسرى الأحياء والجثامين خلال 72 ساعة من إعلان وقف النار، غير أن ذلك مرتبط بالظروف الميدانية وتجهيز فرق القسام والميدان، قائلاً: “في حال تهيأت الظروف وتم توفير المعدات اللوجستية، يمكن إنجاز العملية بسرعة وتسليم جميع الجثامين، لكننا نتحدث عن واقع دُمّر بالكامل وتغيّرت معالمه بفعل العدوان”.
وختم قاسم بالتأكيد على أن هذا الاتفاق يشكل نهاية حقيقية للحرب على قطاع غزة، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الحياة الوطنية على أرض القطاع بعد عامين من الإبادة الشاملة، قائلاً: “نحن ملتزمون بتنفيذ الاتفاق بكل بنوده، وندعو الوسطاء إلى إلزام الاحتلال بوقف العدوان وسحب قواته إلى الخطوط المتفق عليها، حتى يتمكن شعبنا من العيش بكرامة فوق أرضه، وإدخال المساعدات الإنسانية وبدء صفحة جديدة من الصمود والبناء. هذا الاتفاق لم يكن تنازلًا من أحد، بل هو انتصار لصمود غزة وشعبها، وتعبير عن إرادة الحياة في وجه الإبادة”.