القدس المحتلة - شبكة قُدس: اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، صباح اليوم الأربعاء، باحات المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، متحديا "الوضع القائم"، وذلك بالتزامن مع المفاوضات التي تجري في شرم الشيخ للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وخلال اقتحامه، صرّح بن غفير أنه جاء "ليصلي من أجل النصر في الحرب، والقضاء على حماس، وإعادة الأسرى"، مضيفًا: "بعد عامين من السابع من أكتوبر، هنا في الأقصى يوجد نصر"، قبل أن يكرر مزاعمه بأن "اليهود هم أصحاب السيادة في المكان".
كما لمّح بن غفير إلى مسار المفاوضات الجارية بالقول إنه يصلي أن يتيح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو "تحقيق نصر كامل في غزة والقضاء على حماس".
وأفاد شهود عيان أن المستوطنين وبقيادة بن غفير اقتحموا باحات الأقصى، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية، تزامنا مع ثاني أيام عيد "العرش العبري".
وحمل المستوطنون القرابين النباتية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، ضمن طقوسهم الدينية.
كما فرض الاحتلال إجراءات مشددة في محيط وأبواب المسجد الأقصى المبارك، وينشر تعزيزات واسعة من قواته وشرطته، لتأمين اقتحامات المستوطنين.
وقالت حركة حماس في بيان، إنه "التزامن مع الذكرى الخامسة والثلاثين لمجزرة المسجد الأقصى الأولى، التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الثامن من أكتوبر عام 1990، وفي مشهد يلخّص استمرار العدوان وتكرار الجريمة؛ أقدم اليوم وزير أمن الاحتلال المتطرّف إيتمار بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى المبارك، على رأس مجموعات من المستوطنين، في خطوة استفزازية متعمّدة تتزامن مع هذه الذكرى الأليمة، بما يعكس العقلية الفاشية التي تحكم حكومة الاحتلال وتتعمد المسَّ بحرمة الأقصى ومشاعر المسلمين في العالم".
وأكدت أن هذا الاقتحام المتزامن مع ذكرى المجزرة ليس حدثًا عابرًا، بل رسالة عدوانية تسعى إلى تكريس واقع التقسيم الزماني والمكاني، وفرض السيطرة الاحتلالية على المسجد الأقصى، في إطار مشروع تهويدي متكامل يستهدف الوجود العربي والإسلامي في القدس.
وشددت على أنّ القدس والمسجد الأقصى خطٌّ أحمر، وأنّ استمرار الاعتداءات والاقتحامات لن يغيّر من حقيقة أنّ الأقصى مسجدٌ إسلامي خالص، وأنّ شعبنا سيبقى على العهد، متمسكًا بحقّه ومقدساته، ومدافعًا عنها بكل الوسائل المشروعة.
ودعت جماهير شعبنا في القدس والضفة والداخل المحتلّ إلى الرباط والتواجد المكثّف في باحات الأقصى حمايةً له من مخططات الاحتلال، كما ندعو الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها السياسية والقانونية والأخلاقية في وقف هذا العدوان المتواصل.
يذكر أن سلطات الاحتلال، تستغل الأعياد اليهودية بهدف التصعيد في مدينة القدس، عبر تبرير الاقتحامات وإغلاق منافذ المدينة المقدسة وعزلها عن محيطها وتحويلها إلى ثكنة عسكرية ومنع دخول أبناء شعبنا لها، وقمع المصلين والمرابطين والاعتداء عليهم، وتوفير الحماية الكاملة للمستوطنين لاستباحة المكان وأداء طقوسهم التلمودية، وفرض وجودهم داخل المسجد.