فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: حذّر معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب من أن أي خطوات إسرائيلية قد تدفع نحو انهيار السلطة الفلسطينية ستشكّل خطرًا مباشرًا على مستقبل إسرائيل ومكانتها الدولية، بل وقد تتحول إلى تهديد وجودي لها.
وجاء في التقرير الصادر أول أمس (الخميس) أن انهيار السلطة سيضع إسرائيل في مواجهة جبهة عربية ودولية موحدة، ويعمّق من عزلتها عالميًا، كما سيُسرّع من توجهات مقاطعتها على المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية، الأمر الذي يهدد علاقاتها الخارجية الضرورية لبقائها.
وأشار المعهد إلى أن السلطة الفلسطينية، رغم كل محاولات إضعافها، باتت راسخة في الوعي الفلسطيني وحتى في نظر خصومها مثل حركة حماس، كونها كيانًا قائمًا على اعتراف دولي واتفاقيات موقعة بدعم عالمي، وهو ما يجعل انهيارها بمثابة هزّة سياسية وأمنية كبرى.
وحذّر التقرير من أن سقوط السلطة سيمنح حماس موقع الممثل الأبرز للشعب الفلسطيني، ما يعني انتصار خيار المقاومة على خيار المفاوضات، كما سيؤدي إلى إحياء "محور المقاومة" بقيادة إيران ويزيد من الغليان الشعبي في المنطقة والعالم الإسلامي ضد إسرائيل.
كما لفت إلى أن انهيار السلطة سيُفقد إسرائيل فرص توسيع "اتفاقيات أبراهام" وتطبيع علاقاتها مع دول الخليج، ويضعها أمام تحديات اقتصادية وأمنية جديدة، أبرزها تحمّل أعباء الفلسطينيين المعيشية بعد توقف المساعدات الدولية، والتعامل مع سلاح عشرات آلاف العناصر في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، إلى جانب خطر اندلاع مواجهات واسعة في الضفة الغربية والقدس الشرقية والمجتمع العربي داخل إسرائيل.
وختم التقرير بالتأكيد على أن دفع السلطة الفلسطينية إلى الانهيار سيمنح العالم صورة رسمية عن إسرائيل كدولة ترفض السلام ولا تحترم الاتفاقيات، الأمر الذي قد يرسخ اتهاماتها بالفصل العنصري ويفتح الباب أمام تصعيد سياسي وأمني خطير في المنطقة.
