فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: رأى رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، أن هزيمة حركة حماس "غير ممكنة" من دون وجود خطة سياسية واضحة لمستقبل قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، مؤكداً أن "النصر لن يتحقق بمجرد العمليات العسكرية ما لم تُستكمل برؤية سياسية".

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن مئات الدبابات وناقلات الجند المدرعة تحتشد قرب حدود غزة ضمن التحضيرات لعملية "عربات جدعون 2"، التي تهدف – بحسبها – إلى استعراض القوة، والضغط على حماس، وطمأنة الداخل الإسرائيلي.

وأوضحت الصحيفة أن زامير شدّد، خلال النقاشات الأخيرة، على أولوية "السلامة قبل السرعة" في القتال داخل أحياء غزة، محذراً من الوقوع في كمائن حماس داخل الأزقة والأنفاق. كما عبّر عن استيائه من تردد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش في اتخاذ قرار استراتيجي طويل الأمد لما بعد الحرب.

وأضافت أن غياب هذا القرار يهدد بتحويل المناورة العسكرية الجديدة إلى نسخة مكررة من سابقاتها، حيث تتلاشى المكاسب تدريجياً مع إعادة تنظيم حماس. وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي مستعد لتنفيذ أي خيار سياسي – مهما كان مثيراً للجدل – سواء تمثل في حكم عسكري مباشر على غزة، أو إدارة بقيادة عربية برعاية أمريكية، أو تسليم تدريجي للقطاع إلى السلطة الفلسطينية بعد القضاء على حماس.

كما كشفت الصحيفة عن تدريبات نفذها الجيش في قاعدة تساليم بجنوب إسرائيل، شملت تكتيكات قتالية جديدة مثل تدمير المباني من الخارج وتجنب الكمائن والتقدم عبر الأنقاض.

وشددت الصحيفة على أن زامير طالب القيادة السياسية بحسم أمرها تجاه مستقبل غزة، محذراً من تكرار إرسال الجنود للقتال في الأحياء نفسها دون رؤية واضحة، وهو ما لن يؤدي إلى "النصر" أو إعادة الأسرى الإسرائيليين.

وتقدّر تل أبيب وجود 48 أسيراً إسرائيلياً في غزة، بينهم نحو 20 على قيد الحياة، مقابل أكثر من 10,800 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة وفق تقارير حقوقية.

من جهتها، أعلنت حركة حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل إنهاء العدوان وانسحاب الجيش من غزة والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، لكن نتنياهو – المطلوب للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية – يرفض ذلك متمسكاً باستمرار الحرب.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي، عدوانه على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 64,700 فلسطيني وإصابة نحو 163,800 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ووقوع مجاعة أدت إلى وفاة مئات المدنيين، بينهم عشرات الأطفال.