غزة - قدس الإخبارية: أكدت منظمة الصحة العالمية تمسّكها بالبقاء في مدينة غزة رغم أوامر الإخلاء التي أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي دعا الفلسطينيين لمغادرتها فوراً إلى جنوب القطاع المحاصر، ملوحاً بشنّ هجوم واسع على المدينة.
وقالت المنظمة في بيان نشرته عبر حسابها على منصة "إكس"، إنها وشركاءها ما زالوا في قلب مدينة غزة، معبّرة عن استيائها من أوامر التهجير التي يفرضها الاحتلال. وأوضحت أن ما يُسمى "المنطقة الإنسانية" التي حدّدها الاحتلال في جنوب القطاع، تفتقر إلى حجم الخدمات الأساسية ونطاقها، ولا يمكنها استيعاب الفلسطينيين المقيمين أو الوافدين إليها.
المنظمة حذّرت من أنّ نحو نصف المستشفيات المتبقية في قطاع غزة ما زالت تعمل داخل مدينة غزة، مشددة على أن النظام الصحي في القطاع "لا يتحمّل خسارة أي مرفق إضافي". وأكدت أن التجارب السابقة أثبتت سرعة تعطّل المستشفيات حين يمنع القتال وصول المرضى أو سيارات الإسعاف إليها، أو حين يعيق إمدادات منظمة الصحة العالمية وشركائها.
وتزامنت هذه التصريحات مع استمرار الاحتلال في سياسة التدمير التدريجي للأبراج والمباني السكنية المرتفعة داخل المدينة، ما ضاعف أعداد العائلات المشردة وعمّق معاناتها في ظروف نزوح قاسية. مراقبون حذّروا من أن هذا المخطط يهدف إلى دفع الفلسطينيين قسراً نحو الجنوب المكتظ، في إطار مشروع تهجير أوسع يسانده الدعم الأميركي.
وزير حرب الاحتلال يسرائيل كاتس كان قد توعّد بمزيد من قصف المباني السكنية وتدمير القطاع وحركة حماس ما لم يتم إطلاق سراح الأسرى. فيما تباهى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بهدم 50 مبنى سكنياً في مدينة غزة خلال يومين فقط، مؤكداً أن ما جرى "مقدمة للعملية الرئيسية" التي تستهدف تهجير الفلسطينيين.
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال شن حرب إبادة على قطاع غزة بدعم أميركي، أسفرت حتى الآن عن 64,605 شهداء، وأكثر من 163,319 جريحاً معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، فيما تسببت المجاعة باستشهاد 404 فلسطينيين بينهم 141 طفلاً.