ترجمة عبرية - قدس الإخبارية: رأى العميد احتياط تسفيكا حايموفيتش، القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي والمستشار الاستراتيجي حالياً، أن خيار احتلال مدينة غزة بشكل كامل يمثل "خطراً كبيراً"، معتبراً أنه الورقة الأخيرة التي تلجأ إليها حكومة بنيامين نتنياهو بعد أكثر من 22 شهراً على اندلاع الحرب في فلسطين المحتلة.
وقال حايموفيتش في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" إن إعلان نتنياهو عن الانتقال إلى مفاوضات لصفقة شاملة لتحرير الأسرى، بالتزامن مع قرار الكابينت السيطرة على مدينة غزة، أدخلا الحرب مرحلة جديدة، لكنه وصف هذا القرار بأنه "مغامرة غير محسوبة".
وأشار إلى أن حركة حماس أثبتت أنها مفاوض عنيد، إذ نجحت في قراءة الواقع بدقة وترجمته إلى خطوات عززت موقعها التفاوضي، موضحاً أن الضغوط الدولية المتصاعدة، وبينها إعلان فرنسا نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية، دفعت حماس إلى التمسك أكثر بشروطها. وأضاف أن فتح الممرات الإنسانية لدخول المساعدات الأممية بعد سياسة "التجويع"، ووقف إطلاق النار اليومي لعشر ساعات، كلها تحققت من دون أن تقدم حماس أي تنازلات.
وتطرق حايموفيتش إلى ملف صفقة التبادل، معتبراً أن موافقة حماس على مقترح الوسطاء بشأن إطلاق سراح الأسرى على مراحل قد تكون مجرد مناورة، إذ يرى نتنياهو أن الحركة وافقت وهي تدرك أن الاحتلال سيرفض، ولهذا اختارت حكومته تأخير الرد على المقترح، اعتقاداً منها بأن تهديد الاحتلال وحده هو الذي حرك موقف حماس نسبياً.
وعن سيناريو احتلال غزة، لفت حايموفيتش إلى أن المزاج داخل المجتمع الإسرائيلي يشهد انقساماً، مشيراً إلى أن السيطرة على غزة لا يمكن مقارنتها بعمليات سابقة مثل رفح أو بيت حانون، فمدينة غزة أكبر مدن القطاع، وتبلغ مساحتها 45 كيلومتراً مربعاً ويسكنها ما بين 700 ألف إلى مليون نسمة، مقابل نصف مليون في "تل أبيب".
وأضاف أن شبكة الأنفاق الواسعة والمعقدة تجعل أي عملية احتلال مكلفة زمنياً وبشرياً، متسائلاً: "كم من الوقت سيستغرق احتلال غزة العليا وغزة السفلى؟ وكم من الوقت يمكن للأسرى أن يبقوا على قيد الحياة في ظروفهم الحالية؟".
وأوضح أن جيش الاحتلال لم يخض في تاريخه تجربة مشابهة، قائلاً: "حتى في حرب لبنان عام 1982 احتل الجيش غرب بيروت فقط، في منطقة أصغر وسكان أقل بكثير"، محذراً من أن "إسرائيل لا تملك فكرة واضحة عن نتائج احتلال مدينة بحجم غزة".
وانتقد حايموفيتش أسماء الحملات العسكرية التي أطلقتها حكومة الاحتلال مثل "عربات جدعون 2"، بعد فشل "عربات جدعون 1"، مشيراً إلى أن تغيير أسماء الحرب من "السيوف الحديدية" إلى "حرب القيامة" لم يغيّر من واقع الفشل في تحقيق الأهداف المعلنة، وهي تقويض حماس وتحرير الأسرى.
وختم بالقول إن الأمل أن يظل خيار الاحتلال مجرد تهديد يستخدم للضغط على حماس، من دون الدخول في مغامرة عسكرية قد تؤدي إلى نتائج كارثية على الاحتلال نفسه.