غزة - قدس الإخبارية: أصدرت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة المحتلة بيانًا حملت فيه أجهزة السلطة المسؤولية الكاملة عن حياة المعتقلين السياسيين وسلامتهم، في ظل ما وصفتها بسياسة التعذيب الممنهجة داخل السجون ومراكز التحقيق، والتي أدت إلى تدهور الحالة الصحية لعدد من المعتقلين، أبرزهم محمد الهشلمون الذي نُقل إلى المستشفى بعد أقل من 48 ساعة على اعتقاله في سجن أريحا.
وأكدت اللجنة أن هذه الممارسات تشكل جريمة وانتهاكًا صارخًا للقانون الفلسطيني والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، ودعت إلى تحرك حقوقي وشعبي عاجل لوقف هذه الانتهاكات وضمان الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين.
وفي السياق ذاته، أفادت مؤسسات حقوقية فلسطينية أن جهاز المخابرات العامة اعتقل الشاب محمد الهشلمون (27 عامًا)، صاحب مطعم "سناك كورنر" في الخليل، مساء 12 أغسطس/آب الجاري، بعد أن اقتادته قوة أمنية بلباس مدني إلى جهة مجهولة. وبعد يوم من اعتقاله، أُبلغت عائلته بوجوده في سجن أريحا، لكن محاميه فوجئ الخميس بنقله إلى مستشفى رام الله الحكومي بحالة وصفت بالحرجة، حيث يخضع للعلاج في وحدة العناية المركزة تحت حراسة مشددة. ورغم ذلك، مددت المحكمة اعتقاله خمسة أيام إضافية، ما أثار قلقًا واسعًا حول وضعه الصحي.
وأشارت المصادر الحقوقية إلى أن رفض المخابرات الإفراج عن الهشلمون أو السماح له بتلقي علاج مستقل يفاقم المخاوف على حياته.
في موازاة ذلك، تتواصل سياسة ما يعرف بـ"الباب الدوار"، حيث يُفرج عن معتقلين سياسيين من سجون السلطة ليعاد اعتقالهم بعد ساعات أو أيام قليلة من قبل قوات الاحتلال. فقد أفرجت أجهزة السلطة مؤخرًا عن خضر حوتري، علي دماطي، محمود تيتان، وجمال تيتان بعد تسعة أشهر من الاعتقال بتهمة "حيازة أسلحة وأموال"، لكن جيش الاحتلال أعاد اعتقالهم فورًا بعد الإفراج.
وقبل أيام، تكرر المشهد مع أربعة من مقاومي حركة الجهاد الإسلامي في طولكرم الذين قضوا عشرة أشهر في سجون السلطة بتهمة "تشكيل خلية عسكرية"، ثم أعادت قوات الاحتلال اعتقالهم بعد يوم واحد فقط من الإفراج عنهم.
وتؤكد شهادات الأهالي أن هذه السياسة باتت نمطًا متكررًا، حيث يعود المعتقلون إلى منازلهم ليتم اعتقالهم مجددًا على يد قوات الاحتلال، ما يثير تساؤلات عن التنسيق بين الجانبين.
وفي السياق ذاته، تواصل أجهزة السلطة اعتقال الشاب محمد نافع، شقيق الشهيد إزكيهم نافع، من مخيم طولكرم، وسط أنباء عن تعرضه للتعذيب رغم حصوله على قرار إفراج من المحكمة. كما مددت الأجهزة الأمنية اعتقال الشاب مهند جمال شلالدة من بلدة سعير شمال الخليل على خلفية منشور انتقد فيه محمود الهباش، فيما اعتُقل الشاب نبيل البدو من مخيم طولكرم على خلفية فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ويوم الخميس، اعتقلت أجهزة السلطة الشاب مؤتمن عودة من بلدة صيدا قضاء طولكرم بعد استدعائه للمقابلة، في مشهد يؤكد استمرار نهج الاعتقال السياسي وسط إدانات متزايدة من المؤسسات الحقوقية والأهالي.