غزة - قدس الإخبارية: استشهد 13 فلسطينيًا على الأقل في سلسلة غارات جوية شنّها جيش الاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ فجر الخميس، وسط تصعيد دموي يستهدف منازل المدنيين ومراكز النزوح. يأتي ذلك بالتزامن مع استمرار الحصار ومنع الجرحى من السفر لتلقي العلاج، وتفاقم الأزمة الإنسانية في ظل تحذيرات دولية من خطر المجاعة.
في جنوب قطاع غزة، استهدفت طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة أبو سحلول في حارة القطاطوة بالمعسكر الغربي غرب خانيونس، ما أدى إلى استشهاد الشاب أحمد ربحي أبو سحلول وزوجته وأطفاله.
كما استهدف الاحتلال محيط دوار أبو صرار في مخيم النصيرات، حيث تعرضت شقق في برج الصالحي لقصف إسرائيلي عنيف خلّف أربعة شهداء وعدد من الإصابات، من بينهم الشاب أنس عبد الرحمن الجمل وزوجته وطفلتيه.
وفي غرب خانيونس أيضًا، أصيب عدد من الفلسطينيين جراء قصف طائرات الاحتلال خيامًا للنازحين في منطقة المواصي، لا سيما في شارع روني صالح ومحيط مخيم الصمود، حيث استُشهدت أم وطفلتها وأصيب آخرون من الأطفال جراء استهداف خيمة قرب صالة دريم.
إلى الغرب من مدينة غزة، شنّ الاحتلال غارات على حي الشيخ رضوان، مستهدفًا منازل قرب مسجد النور المحمدي، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين من عائلة زقوت وإصابة آخرين، فيما تواصلت الغارات على مناطق غرب المدينة، شملت أحياء سكنية ومواقع للنازحين.
وفي النصيرات وسط القطاع، شهد برج الصالحي قصفًا متكررًا خلّف شهيدًا وعددًا من الإصابات، بينما طالت غارات أخرى خيامًا تؤوي نازحين في مخيم البريج، وتواصلت عمليات القصف في محيط المعسكر الغربي بمدينة خانيونس، حيث تكرر استهداف حارة القطاطوة وأسفر عن عدد من الإصابات.
شرقًا، ألقت طائرات الاحتلال قنابل إنارة على المناطق الشرقية لمدينة غزة، بالتزامن مع شنّ غارات جديدة. كما أفادت مصادر طبية باستشهاد خمسة فلسطينيين على الأقل جراء قصف خيمة نازحين في موقع التل جنوب غرب دير البلح وسط القطاع، واستُشهد خمسة آخرون من منتظري المساعدات قرب منطقة كسوفيم شرق دير البلح.
في تطور مأساوي جديد، استُشهدت الطفلة ميس عبد العال متأثرة بإصابتها برصاص طائرة مسيّرة للاحتلال في الرأس، بعد مناشدات متكررة للسماح بسفرها للعلاج في الخارج لم تلقَ أي استجابة، في ظل استمرار منع المصابين من مغادرة القطاع لتلقي العلاج.
وفي إحصائية جديدة صدرت اليوم، أفادت المصادر الطبية بأن 41 فلسطينيًا استشهدوا أمس الأربعاء بنيران جيش الاحتلال، من بينهم 18 من طالبي المساعدات، في استمرار لاستهداف الطوابير التي تنتظر الغذاء وسط مجاعة متصاعدة.
مديرة برنامج الأغذية العالمي حذرت من أن نحو 500 ألف فلسطيني يعانون من الجوع في غزة، مشددة على أن الطريقة الوحيدة لإيصال الغذاء إليهم هي عبر الطرق البرية، التي لا تزال مغلقة أو مقيدة بشكل شديد.
في السياق، أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن الاحتلال قصف منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 أكثر من 500 مدرسة في قطاع غزة، كثير منها كانت تستخدم كملاجئ للمدنيين. وأدى ذلك إلى مقتل مئات الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية التعليمية، محذرة من أن إعادة إعمار هذه المدارس قد يتطلب سنوات طويلة وموارد ضخمة، في ظل استمرار العدوان.