ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: في عملية غامضة ومليئة بالتفاصيل الاستخباراتية، كشفت تقارير إعلامية عن تورط إسرائيلي وأميركي مباشر في محاولة فاشلة لتحرير ثلاثة أميركيين حُكم عليهم بالإعدام في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد اتهامهم بالمشاركة في محاولة انقلاب في مايو/أيار 2024.
وبحسب تقرير لموقع "يديعوت أحرنوت" العبرية، فإن العملية التي نُفذت في مارس/آذار الماضي جاءت بأمر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وشملت تحركًا سريًا غير رسمي بقيادة رجل الأعمال الإسرائيلي الأميركي موتي كاهانا، المعروف بعلاقاته المتشعبة ومشاركته السابقة في عمليات في أفغانستان وأوكرانيا.
وكان من بين المحكوم عليهم بالإعدام بنيامين رؤوفين زلمان-بولون، وهو يهودي أميركي يُشتبه بارتباطه بالموساد، وله أقارب في فلسطين المحتلة. وتشير الوثائق إلى أن بولون كان على علاقة بقائد الانقلاب كريستيان مالانجا، وظهر في صور سابقة معه داخل متجر للمعدات الأمنية في "تل أبيب"، وأخرى داخل قاعدة لجيش الاحتلال، ما فجّر سيلًا من التكهنات حول طبيعة الدور الإسرائيلي في الحادثة.
كاهانا، الذي يرأس شركة GDC للخدمات اللوجستية، قاد وفدًا غير رسمي إلى كينشاسا، ضم جنديًا أميركيًا سابقًا ودبلوماسيًا أميركيًا اتُّهم سابقًا بجريمة كراهية. وكان الهدف المعلن هو لقاء رئيس الكونغو فيليكس تشيسكيدي لتقديم معلومات عن مؤامرة انقلابية تضم عناصر أجنبية، بينهم جنرالات محليون، إلا أن اللقاء لم يتم.
بدلًا من الاجتماع، حضر الوفد مأدبة داخل قاعدة عسكرية تضم شركة دفاع إسرائيلية وتجار أسلحة إسرائيليين وفرنسيين.
لاحقًا، اتُّهم الوفد بالتخطيط لعملية اغتيال، وتم احتجازهم ومحاصرتهم على مدرج المطار أثناء محاولتهم المغادرة على متن طائرة فرنسية، قبل أن تتدخل السفارة الأميركية لإطلاق سراحهم.
ووفقًا لشهادات شهود عيان، وصلت مركبات عسكرية كونغولية إلى مدرج الطائرات في محاولة لإيقاف الطائرة، في مشهد وصفه كاهانا بأنه "أكثر أيام حياته رعبًا". رغم فشل العملية، اعتبرت إدارة ترامب أنها "بعثت برسالة" إلى حكومة الكونغو، وأفضت لاحقًا إلى توقيع اتفاق أمني-اقتصادي يمنح الولايات المتحدة امتيازات استراتيجية للوصول إلى معادن الليثيوم والكوبالت والنحاس، مقابل دعم عسكري أميركي.
العملية، التي نُفذت على هامش صراع دولي على ثروات الكونغو، تكشف جانبًا من التداخل المعقد بين شبكات المصالح الإسرائيلية والأميركية، حيث يجري توظيف العمل الإنساني والخطاب الأمني غطاء لتحركات هدفها السيطرة على الموارد في واحدة من أغنى دول إفريقيا، وأكثرها هشاشة.