غزة - قدس الإخبارية: بثت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مشاهد موثقة لكمين مركب ونوعي نفذته يوم الأربعاء الماضي ضد قوات الاحتلال في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، ضمن سلسلة عمليات تصعيدية تستهدف تفكيك القوة المتوغلة داخل القطاع.
الكمين بدأ بتفجير حقل ألغام مكون من ست عبوات مضادة للدروع برتل من آليات الاحتلال، ثم استُهدفت قمرة قيادة دبابة بقذيفة موجهة، تلاها قصف منازل تحصّن فيها جنود الاحتلال بقذائف مضادة للتحصينات. العملية لم تتوقف عند هذا الحد، بل شهدت اشتباكات مباشرة على مسافة صفر بين مقاتلي السرايا وقوات خاصة إسرائيلية، تزامنت مع دخول طيران مروحي لإجلاء المصابين.
وكشف قائد ميداني في سرايا القدس لقناة الجزيرة أن العملية كانت مخططة بدقة ومطابقة لطبيعة المنطقة، ونُفذت في مربع الهدى شرق الشجاعية. وأكد أن نحو 40 جنديًا وضابطًا من جيش الاحتلال وقعوا بين قتيل وجريح خلال الكمين، وأن الجنود فقدوا القدرة على المبادرة واكتفوا بالصراخ والهروب تحت وقع النيران.
كما أكد القائد الميداني أن مقاتلي السرايا عاينوا جثثًا متفحمة لضباط وجنود من جيش الاحتلال في موقع الكمين، متهمًا الاحتلال بالكذب والتستّر على خسائره كما يفعل دائمًا.
وبحسب سرايا القدس، فقد اضطرت قوات الاحتلال إلى دخول منازل المدنيين المجاورة بشكل هستيري بعد تفجير حقل الألغام، الأمر الذي سهّل استهدافها لاحقًا بصاروخ موجه وقذائف من نوع TBG. ثم نفذ مقاتلو السرايا هجومًا مباشرًا على تلك القوات واشتبكوا معها بأسلحة خفيفة ومتوسطة، مما أدى إلى إصابات مباشرة في صفوف طواقم الآليات والجنود داخل المنازل المستهدفة.
العملية تأتي في إطار تصعيد ميداني تتبناه سرايا القدس في الفترة الأخيرة، حيث كثّفت من بثّ مشاهد لعملياتها في شمال قطاع غزة وجنوبه. وتزامنت مع اعترافات إعلامية عبرية بمقتل 30 جنديًا وضابطًا منذ استئناف العدوان في 18 مارس/آذار، بينهم 21 قُتلوا نتيجة عبوات ناسفة، وفق إذاعة جيش الاحتلال.
كما أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية بمقتل 20 جنديًا خلال شهر حزيران فقط، فيما أعلنت وسائل إعلام عبرية اليوم الجمعة عن مقتل ثلاثة جنود إضافيين في معارك دارت شمالًا وجنوبًا داخل القطاع.