شبكة قدس الإخبارية

صحيفة عبرية: وهم النصر في غزة ينهار والجيش يغرق في الوحل

٢١٣

 

صحيفة عبرية: وهم النصر في غزة ينهار والجيش يغرق في الوحل

ترجمة عبرية – قدس الإخبارية: وصفت صحيفة "معاريف" العبرية ما يجري في قطاع غزة بأنه "وهم نصر" يواصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الترويج له منذ أكثر من عام ونصف، في وقتٍ يعيش فيه جيش الاحتلال حالة إنهاك شديد، بينما ترفض القيادة السياسية في تل أبيب الاعتراف بذلك.

وفي مقال للصحفي والمحلل الإسرائيلي "آفي أشكنازي"، أكدت الصحيفة أن إدارة الحرب في غزة تمثل "فشلًا مدويًا" لحكومة نتنياهو، داعية إلى مواجهة الحقيقة والقول بوضوح إن "إسرائيل لا تنتصر في غزة، بل تغرق في الوحل".

وأضاف المقال أن الاحتلال يخوض هذه الحرب منذ 629 يومًا، وقد خسر خلالها 1905 إسرائيليين وجنود، بينهم من قُتل في هجوم 7 أكتوبر، ولا يزال 50 إسرائيليًا أسرى لدى حركة حماس. ومع ذلك، لا تزال الحرب مفتوحة بلا أفق سياسي أو عسكري واضح، فيما تنهار الأهداف المعلنة واحدًا تلو الآخر، وعلى رأسها استعادة الأسرى عبر الضغط العسكري.

وتابعت الصحيفة أن "إسرائيل سجلت نجاحات عسكرية واضحة في سوريا ولبنان وإيران، لكنها في غزة لا تملك إنجازًا حقيقيًا واحدًا، فحماس ما تزال صامدة، والأنفاق تعمل، والتأييد الشعبي للمقاومة لم يتراجع".

ولفتت إلى أن القيادة العسكرية تفتقر إلى استراتيجية، وأن نتنياهو يتجاهل الإجابة على السؤال المركزي: ما هو هدف هذه الحرب؟

وبحسب الصحيفة، فإن جيش الاحتلال يعيش أزمة حقيقية، حيث قُتل 20 جنديًا منذ بداية هذا الشهر فقط، وتفككت 20 عائلة دون أن تعرف لماذا أو من أجل ماذا دُفع هذا الثمن. وأضافت: "الشعار الذي يبيعه نتنياهو للناس عن نصر مطلق يتبين أكثر فأكثر أنه لا يمتّ للواقع بصلة".

وأكدت الصحيفة أن الجيش لم يكن مستعدًا لا من حيث العقيدة العسكرية ولا القدرات اللوجستية لمواجهة حركة حماس. فقد تفاجأ الاحتلال بهجوم 7 أكتوبر، ولم يتوقع حجم الأنفاق ولا درجة التحصين تحت الأرض، ولا قدرة المقاومة على الصمود. كما أن القوات البرية أصبحت تُستهلك بسرعة، والمقاتلون النظاميون يتم إرسالهم إلى المعركة مباشرة بعد انتهاء تدريبهم، في دورات قتال لا تنتهي.

وأشارت معاريف إلى أن الجيش استخدم حتى الآن خمس فرق قتالية لاحتلال أجزاء من غزة، لكنه اضطر لتقليص عددها بسبب التوترات مع إيران. كما يعاني الجيش من تآكل خطير في العتاد، ونقص كبير في الجنود، في ظل ضغط متواصل على القوات، وتكرار الإصابات في صفوف الجنود، كما حدث في خانيونس خلال إحدى العمليات الهندسية التي تحولت إلى نموذج يعكس عمق الأزمة الميدانية التي تعيشها قوات الاحتلال.