ترجمة خاصة – قدس الإخبارية: قالت صحيفة غلوبس العبرية، إن حركة حماس لم تُهزم بعد، ولا تزال تشكّل تهديدًا حقيقيًا، بل وأظهرت قدرة لافتة على إعادة الإعمار والتعافي السريع من الضربات العسكرية، مما يضع تحديات متجددة أمام جيش الاحتلال في قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين في دولة الاحتلال تقديرهم قبل نحو شهرين بأن ما يقرب من 75% من شبكة الأنفاق التي تستخدمها المقاومة لا تزال سليمة أو قابلة للإصلاح، ما يعني أن البنية التحتية العسكرية للحركة لم تُدمّر كما حاولت القيادة السياسية الإسرائيلية الترويج.
وأشارت الصحيفة إلى أن حماس انتقلت من نمط الحرب النظامية إلى أسلوب الاستنزاف، مستفيدة من مصانع إنتاج الذخيرة المنتشرة في أنحاء القطاع، ومن إعادة تدوير المتفجرات الإسرائيلية غير المنفجرة، ومن خلال نثر عبوات ناسفة صغيرة داخل المباني وعلى طرق تقدم قوات الاحتلال، وهو ما يعقّد على "إسرائيل" إمكانية تحقيق نصر حاسم.
واعتبرت غلوبس أن التهديد الذي تواجهه "إسرائيل" من قطاع غزة لا يقتصر على الجانب العسكري فقط، بل يرتبط بما وصفته بـ"الأيديولوجية الفلسطينية المتجذرة"، والتي ترفض الاعتراف بشرعية "إسرائيل"، وتواصل التمسك بحق العودة إلى مدن مثل يافا والرملة وحيفا.
وأضافت الصحيفة أن هذا التصور العقائدي هو الجذر الحقيقي للصراع، وأنه ما لم يشهد تحولًا جذريًا، فإن تهديد المقاومة سيبقى قائمًا وإن تبدّلت الأطر والتنظيمات. وشددت على أن القضاء على حماس لن ينهي التهديد، لأن "المشكلة لا تكمن في التنظيم بل في الفكرة"، وفق تعبيرها.
وأكدت الصحيفة أن المجتمع الفلسطيني لم يُظهر، حتى الآن، أي بوادر لتغيير جذري في هذه الأيديولوجيا، وأن الدوافع التي فجّرت هجوم السابع من أكتوبر ما زالت حاضرة، مما يعني أن "إسرائيل" قد تواجه موجات مشابهة مستقبلًا، حتى لو تم القضاء على حماس كتنظيم.
واعتبرت الصحيفة أن العودة إلى ما قبل السابع من أكتوبر، من حيث فهم طبيعة دوافع الفلسطينيين، سيكون بمثابة تكرار للخطأ الاستراتيجي، لأن الفلسطينيين، بحسب وصفها، "ما زالوا يؤمنون بإمكانية القضاء على إسرائيل"، وبالتالي فإن تراكم القدرات العسكرية مجددًا، وعودة الفعل المقاوم، ليسا إلا مسألة وقت.
وختمت غلوبس تقريرها بالتحذير من التعويل على وجود "بديل حكومي فلسطيني" في حال لم يتغير جوهر العقيدة الفلسطينية، واصفة هذا الرهان بأنه "خداع للذات"، لن يغيّر من الواقع الاستراتيجي الذي يواجه الاحتلال.