شبكة قدس الإخبارية

صحيفة أمريكية: صواريخ "إسرائيل" الاعتراضية توشك على النفاذ

٢١٣

 

صحيفة أمريكية: صواريخ "إسرائيل" الاعتراضية توشك على النفاذ

ترجمة خاصة – قدس الإخبارية: كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن دولة الاحتلال تواجه خطرًا متصاعدًا يتمثل في النقص الحاد بمخزونها من صواريخ الاعتراض، وهو ما بات يقلق قادة المؤسسة العسكرية والأمنية، في ظل استمرار المواجهة المفتوحة مع إيران، واحتمال تصعيدها.

وبحسب الصحيفة، فإن جيش الاحتلال يستهلك صواريخ الاعتراض بمعدل أسرع من قدرة مصانع السلاح على إنتاجها، وهو ما دفع القيادة العسكرية إلى تقليص استخدامها وتوجيهها فقط لحماية المناطق المكتظة سكانيًا والبنية التحتية الحيوية، كمنشآت الطاقة والمواقع العسكرية الحساسة، على حساب المناطق الطرفية الأقل أهمية من منظور عسكري.

وحذرت مصادر أمنية إسرائيلية من أنه في حال تواصل الضغط بنفس الوتيرة، قد يُضطر الجيش إلى حصر استخدام الاعتراض في مواقع شديدة الحساسية، مثل مفاعل ديمونة أو مقر القيادة العسكرية في "تل أبيب"، مع تعريض المدن الأخرى للخطر المباشر.

 

ونقلت الصحيفة عن اللواء احتياط ران كوخاف، القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي، قوله إن "صواريخ الاعتراض ليست حبّات أرز… عددها محدود"، مشيرًا إلى أن التحدي كبير، لكنه لا يزال ممكن الاحتواء.

وأضاف: "إذا كان الصاروخ موجّهًا نحو مصافي حيفا، فمن الواضح أنه أولى بالاعتراض من صاروخ سيسقط في صحراء النقب".

زحتى صباح الأربعاء، أطلقت إيران ما يقارب 400 صاروخ باتجاه فلسطين المحتلة، سقط عدد منها في مناطق مأهولة، مخلّفًا أضرارًا جسيمة في منازل مدنية، والبنية التحتية، من بينها مستشفى "سوروكا" في النقب المحتل، أصيب بشكل مباشر صباح الخميس.

وأسفرت الضربات الإيرانية عن مقتل 24 مستوطنًا، وإصابة أكثر من 800 آخرين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على إيران. 

في المقابل، حذّر ضباط استخبارات سابقون من أن الخطة الدفاعية الإسرائيلية لم تكن تتوقع قتالًا على هذا النطاق، وعلى جبهات متعددة في آنٍ واحد، الأمر الذي وضع المنظومة أمام اختبار حقيقي لطبيعة قدرتها على التحمّل.

واعتبر زوهار بلطي، المسؤول السابق في جهاز "الموساد"، أن أمام "إسرائيل نافذة من يومين إلى ثلاثة فقط لإعلان الانتصار وإنهاء الحرب"، خصوصًا بعد تحقيقها ما وصفه بـ"نجاح كبير في استهداف المواقع النووية الإيرانية"، مشيرًا إلى أن استمرار القتال سيعرّض الدفاعات لاختبار قاسٍ، قد لا تصمد فيه طويلًا دون دعم إضافي أو إنهاء سريع.

دعم أمريكي

وفي سياق تعزيز منظوماتها الدفاعية، تلقّت دولة الاحتلال من الولايات المتحدة منظومتين إضافيتين لاعتراض الصواريخ، بعضها يُطلق من سفن أمريكية في البحر المتوسط، كما بدأت باستخدام منظومة ليزر تجريبية لاعتراض التهديدات الجوية، إضافة إلى تكثيف استخدام سلاح الجو لإسقاط الطائرات المسيّرة البطيئة.

رغم ذلك، فإن محدودية الموارد الدفاعية تفرض على جيش الاحتلال "الانتقاء الصعب" للأهداف التي تُمنح أولوية الحماية.

وفيما تبقى أعين العالم مركّزة على احتمال تدخّل أمريكي مباشر لضرب منشأة "فوردو" النووية الإيرانية، تخلص الصحيفة إلى أن ما سيحسم شكل المرحلة المقبلة لا يتوقف فقط على الإرادة السياسية، بل أيضًا على قدرة كل من "إسرائيل" وإيران على تحمّل الخسائر الاقتصادية والمجتمعية المتفاقمة، في ظل سقوط القتلى والشهداء وتضاؤل الإمكانيات.

ويوم الجمعة، في تطور هو الأخطر منذ عقود، انطلقت ساعة الصفر في حرب الاحتلال والولايات المتحدة ضد إيران، وشنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، هجومًا واسع النطاق على الأراضي الإيرانية، أسفر عن اغتيال قادة بارزين في هيئة الأركان والحرس الثوري، واستهداف منشآت نووية ومراكز عسكرية في عمق البلاد.

وأطلق الاحتلال اسم "شعب كالأسد" على العدوان العسكري ضد إيران، وهي العملية التي وصفها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأنها تمثل "لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل"، متعهدًا باستمرارها لأيام أو حتى أسابيع، بحسب التقديرات العسكرية.

ومنذ بدء العدوان على إيران، هاجمت الصواريخ الإيرانية والمسيرات، أهدافا إسرائيلية على امتداد فلسطين المحتلة، من الناقورة شمالا وحتى إم الرشراش (إيلات) جنوبا، منها منصة تصفية نفط، ومقر وزارة الحرب، ومعهد وايزمان.