ترجمة - شبكة قُدس: أطلقت الدفاعات الجوية لدى الاحتلال الإسرائيلي، خلال التصعيد مع إيران في الأيام الماضية، مئات الصواريخ الاعتراضية، بعضها فشل في اعتراض الصواريخ الإيرانية، ما أدى إلى أضرار كبيرة وصلت حد تدمير ملجأ صممته "إسرائيل" لحماية مستوطنيها.
تقول صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها، نشرته اليوم الثلاثاء، يُحذر محللون إسرائيليون من أن أكثر من نصف ترسانة إيران ما زالت سليمة، وأن هناك كميات غير معروفة مخبأة في مستودعات تحت الأرض.
في الوقت نفسه، تشير إلى أن أنظمة الدفاع لدى الاحتلال مكلفة للغاية، ونقلت عن صحيفة "ذا ماركر"، وهي صحيفة اقتصادية إسرائيلية، أن الدفاع الصاروخي يكلف "إسرائيل" نحو مليار شيق في الليلة الواحدة، لذا، وفق واشنطن بوست، يرى مراقبون أن حرب استنزاف طويلة بين إيران و"إسرائيل" قد لا تكون ممكنة على الأقل ليس بنفس شدة القتال الحالية.
وتقول الصحيفة الأمريكية، إنه من دون إعادة تزويد من الولايات المتحدة أو انخراط أكبر من القوات الأميركية، تشير بعض التقديرات إلى أن "إسرائيل" يمكن أن تحافظ على دفاعاتها الصاروخية لمدة 10 إلى 12 يومًا أخرى إذا استمرت إيران بنفس وتيرة الهجمات، بحسب مصدر مطّلع على تقييمات استخباراتية أميركية وإسرائيلية، مضيفًا أنه قد يتعين على "إسرائيل" في أقرب وقت، ربما في وقت لاحق من هذا الأسبوع، أن تبدأ في اختيار ما تريد اعتراضه بسبب الحاجة إلى ترشيد الذخائر الدفاعية.
وقال تال إنبار، خبير الصواريخ الإسرائيلي، إلى أنه في عام 2014، سعت "إسرائيل" إلى وقف إطلاق النار مع حماس قبل أيام فقط من نفاد صواريخها الاعتراضية. وأضاف أن كمية المخزون من صواريخ الاعتراض موضوع بالغ الحساسية في "إسرائيل"، لكنه قال: "قد يكون ذلك عاملاً في وقف إطلاق النار" هذه المرة أيضاً.
ووفق الصحيفة، فإن "إسرائيل" منظومة دفاع جوي متعددة الطبقات، تشمل "القبة الحديدية" الشهيرة لاعتراض الصواريخ ذات الارتفاع المنخفض، ومنظومتي "مقلاع داوود" و"السهم"، بالإضافة إلى منظومات باتريوت وثاد الباهظة الثمن التي أُرسلت من الولايات المتحدة.
ووفق خبير الصواريخ الإسرائيلي، فإن مشكلة "إسرائيل" تكمن في اعتمادها الكبير على منظومة "السهم" باهظة الثمن، التي تطلق صواريخ تكلف الواحدة منها 3 ملايين دولار، لمواجهة الهجمات الإيرانية. في حين أن صواريخ "القبة الحديدية" الرخيصة نسبيا والمُنتجة بكميات كبيرة مفيدة ضد صواريخ حماس والفصائل الفلسطينية، فإنها تكون غير فعالة تماماً ضد صواريخ إيران الثقيلة التي تخترق الغلاف الجوي بسرعات تفوق سرعة الصوت عدة مرات، قائلاً: "إطلاق القبة الحديدية على هذه الصواريخ يشبه إطلاق مسدس عيار 9 ملم على صاروخ باليستي".
وليلة الجمعة الماضية، فشلت الدفاعات الجوية الإسرائيلية في وقف صواريخ إيرانية كادت تصيب مقر هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفق تقارير عبرية، وفي ليلة الأحد، أصاب صاروخ إيراني مصفاة نفط رئيسية قرب حيفا وأخرجها عن الخدمة. وصباح الثلاثاء، أظهرت مقاطع فيديو أربع ضربات صاروخية قرب مقر الاستخبارات الإسرائيلي شمال تل أبيب، وأصاب أحدها معسكر موشيه ديان، وهو موقع يضم مقر استخبارات جيش الاحتلال الإسرائيلي ووحدة 8200.
وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن الحرس الثوري الإيراني قال إنه قتل مسؤولين عسكريين واستخباراتيين إسرائيليين، ولم ترد قوات الاحتلال الإسرائيلي على طلب الصحيفة للتعليق بالخصوص.