ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: رغم استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي يدخل صيفه الثاني، يشهد برنامج "Birthright" الدعائي الإسرائيلي ارتفاعًا غير مسبوق في عدد المشاركين من طلاب الجامعات الأميركية هذا العام، بحسب تحقيق نشره موقع "ذا إنترسبت" الأمريكي.
البرنامج، الذي يُتيح لليهود الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و26 عامًا السفر مجانًا إلى الأراضي المحتلة لمدة 10 أيام، يشمل جولات منظمة إلى مواقع سياحية وعسكرية ومقابر لجنود قتلوا في غزة، إلى جانب مشاركة جنود إسرائيليين يرافقون الوفود طوال الرحلة.
وبحسب التقرير، فإن نحو 30 ألف طالب من المفترض أن يشاركوا في الرحلات هذا الصيف، رغم المجازر المستمرة في غزة. وتغطي "مؤسسة بيرثرايت" غير الربحية، المدعومة بنسبة 27% من حكومة الاحتلال والباقي من تبرعات كبار المانحين اليمينيين مثل عائلة أديلسون، تكلفة الرحلة البالغة 5 آلاف دولار للفرد.
البرنامج يروّج لنفسه بأنه "لا يتبنى أي موقف أيديولوجي أو حزبي"، لكن التقرير أشار إلى أن محاضراته تغذي رواية الاحتلال، منها تصريحات دبلوماسي إسرائيلي سابق قال فيها: "تسمعون أن الفلسطينيين هم السكان الأصليون، لكن اليهود هم السكان الأصليون الحقيقيون".
وأظهرت دراسة مولتها مؤسسة بيرثرايت ونشرتها جامعة براندايس في مايو الماضي، أن المشاركين في البرنامج أصبحوا "أكثر ارتباطًا بإسرائيل وأكثر ميلاً نحو اليمين السياسي"، وكانوا "أكثر استعدادًا للدفاع عن إسرائيل ضد اتهامات الإبادة الجماعية".
التقرير أشار إلى أن الرحلات الأخيرة شملت مواقع مرتبطة بهجمات 7 أكتوبر، إلى جانب فعاليات ترفيهية مثل زيارة مصانع نبيذ والقيام بجولات بالدراجات النارية، فضلًا عن لقاءات مع مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين، وتشجيع المشاركين على "الدفاع عن إسرائيل في بلدانهم".
الرحلات غالبًا ما تتضمن زيارات لمناطق محتلة مثل القدس والجولان، ويُعرض خلالها المستوطنون المسلحون في الضفة الغربية كـ"متطوعين محليين"، وتُعرض مقاطع فيديو توصف المقاومين الفلسطينين بأنهم "يصرخون الموت لليهود"، رغم التشكيك في الترجمة.
معارضة داخلية في ظل الإبادة
أصوات معارضة من داخل البرنامج ظهرت خلال السنوات الأخيرة، من بينها انسحابات احتجاجية ونقد من نشطاء يهود رأوا في الرحلات أداة دعائية تُنكر وجود الفلسطينيين وتجربتهم تحت الاحتلال. أحد المشاركين، وهو ناشط أميركي، قال: "ذهبت لأفهم الرواية التي يتم تقديمها، لكن ما وجدته كان أكثر تطرفًا مما توقعت".
أظهر التسجيل الذي حصل عليه ذا إنترسبت، أن أحد المرشدين الأميركيين قال للمشاركين على متن الحافلة: "آخر ما يهمني الآن هو ضمانات أمنية للفلسطينيين… لا يهمني الأمر إطلاقًا".
من الجدير بالذكر أن البرنامج أُوقف مؤقتًا بعد أحداث 7 أكتوبر، ثم استؤنف في يناير 2024، حين كان عدد الشهداء في غزة قد تجاوز 25 ألفًا. وفي الذكرى الـ25 لتأسيسه هذا الشهر، سيشارك 800 من خريجي بيرثرايت في فعاليات خاصة داخل دولةا لاحتلال، مدعومة بتطبيق جديد وصفه المدير التنفيذي للمؤسسة بأنه "القبة الحديدية التعليمية".
التقرير اختتم بالإشارة إلى أن الهدف الأساسي من البرنامج هو بناء علاقة عاطفية وشخصية بين المشاركين و"إسرائيل"، من خلال مشاركة الجنود وتطبيع الاحتلال، بحيث يخرج المشاركون برؤية تقول إن "إسرائيل أكثر أمانًا من الولايات المتحدة".