شبكة قدس الإخبارية

نتنياهو يطلب من واشنطن فتح مفاوضات جديدة مع سوريا

٢١٣

 

نتنياهو يطلب من واشنطن فتح مفاوضات جديدة مع سوريا

ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: كشف موقع "والا" العبري أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أبلغ المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم براك، برغبته في فتح مفاوضات مع الحكومة السورية الجديدة، بوساطة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بهدف التوصل إلى سلسلة من الاتفاقات، على رأسها تفاهمات أمنية محدثة قد تُمهّد لاحقًا لاتفاق سلام شامل.

وبحسب اثنين من المصادر الإسرائيلية التي نقل عنها الموقع، فإن نتنياهو يرى في التطورات الإقليمية، وعلى رأسها انسحاب إيران وحزب الله من الأراضي السورية، فرصة نادرة لاختراق دبلوماسي في الملف السوري. ورغم التوجس الإسرائيلي من الحكومة السورية الجديدة المدعومة تركيًا، والتي أطاحت بحكم بشار الأسد بزعامة أحمد الشرع – الذي كان في السابق محسوبًا على التيارات الإسلامية – إلا أن الموقف الإسرائيلي بدأ يشهد تحولًا تدريجيًا، خصوصًا بعد أن فاجأ ترامب "إسرائيل" بلقائه مع الشرع في السعودية، وإعلانه عن رفع كافة العقوبات المفروضة على دمشق.

في أعقاب هذا التحول، شرعت حكومة الاحتلال في فتح قنوات اتصال غير مباشرة مع النظام السوري الجديد عبر وسطاء من دول ثالثة، قبل أن تنتقل لاحقًا إلى لقاءات مباشرة وسرية في دول محايدة. أحد كبار المسؤولين الإسرائيليين صرّح لـ"والا" بأن الشرع بدا "أقل تطرفًا" مما كان متوقعًا، كما أنه لا يتلقى تعليماته من أنقرة، مضيفًا: "من الأفضل لنا أن تكون سوريا أقرب إلى الولايات المتحدة والسعودية بدلًا من إيران وتركيا".

توم براك، المقرّب من ترامب والمبعوث الخاص للملف السوري، زار "إسرائيل" الأسبوع الماضي، حيث التقى بنتنياهو ومسؤولين أمنيين، وزار الحدود مع سوريا في الجولان، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ، الذي استولى عليه جيش الاحتلال بعد سقوط نظام الأسد. وكانت هذه الزيارة قد سبقتها رحلة إلى دمشق، حيث التقى براك مع أحمد الشرع، وأعاد افتتاح مقر السفارة الأميركية في العاصمة السورية.

أثناء وجوده في دمشق، صرّح براك بأن "النزاع السوري-الإسرائيلي يمكن حله"، داعيًا الطرفين إلى الشروع في "اتفاق عدم اعتداء"، تمهيدًا لمفاوضات أوسع. وفي لقائه مع نتنياهو، أكد الأخير رغبته في استثمار الزخم الناتج عن لقاء ترامب بالشرع لإطلاق مسار تفاوضي برعاية أميركية. ووفقًا للمصدر الإسرائيلي، فإن الهدف هو التوصل إلى اتفاق أمني يستند إلى تفاهمات فك الاشتباك الموقعة عام 1974، لكن مع تكييفها للواقع الجديد، وصولًا إلى اتفاق سلام شامل.

المبعوث الأميركي أكد بدوره أن الشرع منفتح على فكرة التفاوض مع "إسرائيل" حول اتفاقات جديدة، رغم امتناعه عن الإدلاء بأي تعليق رسمي للصحافة، وكذلك فعل مكتب نتنياهو. بعد زيارته لتل أبيب، توجه براك إلى واشنطن لإطلاع ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو على نتائج الجولة. ونقل براك في منشور على منصة "إكس" أن الرؤية التي يحملها ترامب والمدعومة من روبيو "ليست فقط مشجعة، بل قابلة للتحقق".

الموقف الإسرائيلي، كما قدمه نتنياهو لبراك، تضمّن خطوطًا حمراء واضحة: لا قواعد عسكرية تركية في سوريا، ولا عودة لأي وجود إيراني أو لحزب الله، مع المطالبة بمنطقة منزوعة السلاح جنوب دمشق حتى الحدود مع الأراضي المحتلة. كما ترغب "إسرائيل" في إبقاء قواتها في المناطق السورية التي تحتلها إلى حين التوصل إلى اتفاق جديد يتضمن ترتيبات أمنية يشارك فيها الأميركيون إلى جانب قوات الأمم المتحدة.

يبقى الجولان نقطة خلاف مركزية في أي مفاوضات مستقبلية، إذ تشترط دمشق انسحابًا إسرائيليًا كاملًا أو شبه كامل من الهضبة، كما فعلت في كل جولات التفاوض خلال العقود الثلاثة الماضية. غير أن مسؤولين إسرائيليين يعتقدون أن الحكومة السورية الجديدة قد تتخذ موقفًا أكثر ليونة من سابقاتها، رغم أن قضية الجولان ستظل مطروحة على الطاولة. وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس ترامب كان قد اعترف خلال ولايته الأولى بسيادة "إسرائيل" على الجولان، في خطوة لم تُلغها إدارة بايدن حتى اليوم.