غزة - قدس الإخبارية: في اليوم الخامس والثمانين من استئناف حرب الإبادة على قطاع غزة، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي غاراتها المكثفة على مختلف أنحاء القطاع، ما أسفر منذ فجر أمس الاثنين عن استشهاد أكثر من 60 فلسطينيًا، بينهم أطفال ومسعفون وصحفيون، في سلسلة هجمات استهدفت الفلسطينين بشكل مباشر أثناء محاولاتهم الحصول على المساعدات أو خلال عمليات الإنقاذ.
وأفادت مصادر طبية في مستشفى ناصر باستشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف استهدف تجمعًا للفلسطينيين قرب مركز توزيع مساعدات تديره مؤسسة أميركية في منطقة الأكواخ غرب رفح.
وفي وسط القطاع، أكد مستشفى العودة في النصيرات استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة أكثر من 100 آخرين في قصف مدفعي وإطلاق نار استهدف تجمعات للمدنيين قرب نقطة توزيع مساعدات إنسانية تديرها نفس المؤسسة الأميركية.
وأشارت المصادر إلى أن آليات الاحتلال أطلقت النيران بشكل مباشر على المنتظرين في طوابير المساعدات، في مشهد وصفته المؤسسات الحقوقية بـ"المذبحة المنظمة".
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن مؤسسة "غزة الإنسانية" الأميركية "تسببت خلال أسبوعين فقط من عملها في استشهاد أكثر من 130 مدنيًا برصاص مباشر، أثناء محاولتهم الوصول إلى طرود غذائية على ما وصفها بـ'حواجز الإذلال'، كما أُصيب قرابة ألف مدني آخر".
وأكد المكتب أن 9 فلسطينيين ما زالوا في عداد المفقودين بعد استدراجهم إلى مناطق تخضع لسيطرة الاحتلال عبر هذه المؤسسة، التي اتهمها بترويج الأكاذيب حول تهديدات مزعومة من المقاومة.
في خان يونس، استُشهد سبعة فلسطينيين إثر استهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية لخيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب المدينة، كما نفذت قوات الاحتلال غارة جوية على منزل قرب مجمع ناصر الطبي، ما ألحق أضرارًا بالمستشفى وخيام الإيواء المحيطة به.
كما استُشهد طفل شرق المخيم نتيجة قصف مدفعي إسرائيلي، وفجّرت قوات الاحتلال مباني سكنية شمالي خان يونس.
وفي مدينة غزة، استشهد 3 من طواقم الخدمات الطبية وصحفي، بعد أن استهدفت المدفعية الإسرائيلية شقة سكنية في حي التفاح خلال عملية إنقاذ.
وأعلنت مديرية الخدمات الطبية استشهاد المسعفين حسين محيسن، براء عفانة، ووائل العطار، إلى جانب الصحفي مؤمن أبو العوف، الذي كان يرافقهم أثناء محاولتهم انتشال ضحايا من شارع يافا.
كما أسفر قصف بطائرة مسيّرة على تجمع فلسطينيين قرب مخبز في حي الشيخ رضوان عن استشهاد اثنين وإصابة آخرين، وسط ضغط شديد يواجهه مستشفى الشفاء ونقص حاد في المستلزمات الطبية والوقود، فيما استهدفت المدفعية الإسرائيلية محيط الهلال الأحمر في غرب دير البلح، ما أسفر عن شهيدين وعدد من الإصابات.
من جانبها، حذّرت الأمم المتحدة من توقف كامل للعمليات الإنسانية في القطاع، إذا استمر الاحتلال في منع وصول وكالاتها إلى مخزون الوقود. وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام، إن نحو 260 ألف لتر من الوقود نُهبت في شمال غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما يهدد بشلل شامل للخدمات الحيوية.
يأتي هذا التصعيد الدموي فيما تتفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع، وسط غياب أي ممرات آمنة للمدنيين، وانهيار شبه كامل للمنظومة الطبية، وتواطؤ واضح -وفق مراقبين- بين المؤسسات التي تزعم العمل الإنساني والآلة العسكرية الإسرائيلية.