فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: عقب كشف رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، عن حقيقة تسليح جيش الاحتلال لعصابات إجرامية في قطاع غزة، أكدت حركة حماس، أن هذه التسليح يهدف خلق حالة فوضى أمنية ومجتمعية، وتسويق مشاريع الاحتلال لهندسة التجويع والسرقة المنظمة للمساعدات الإنسانية.
وأكدت حماس، في بيان لها، مساء اليوم الخميس، أن هذا الاعتراف الرسمي يُثبّت ما كشفته الوقائع الميدانية طوال الأشهر الماضية، من تنسيقٍ واضح بين عصابات اللصوص والمتعاونين مع الاحتلال وبين جيش الاحتلال نفسه، في نهب المساعدات وافتعال أزمات إنسانية تزيد معاناة شعبنا المحاصر.
وأوضحت، أن هذا الاعتراف يؤكد أن جيش الاحتلال لا يكتفي بالقصف والقتل الجماعي، بل يتولى تنظيم ورعاية عمليات السرقة والتجويع بشكل مباشر عبر تلك العصابات العميلة، في محاولة لكسر إرادة شعبنا والتأثير على بيئته المقاومة.
واعتبرت حركة حماس في بيانها، أن هذه العصابات التي امتهنت الخيانة والسرقة تتحرك تحت إشراف أمني صهيوني مباشر، هي أدوات رخيصة بيد العدو، وعدوٌ حقيقي لشعبنا الفلسطيني، وستتم ملاحقتها ومحاسبتها بحزمٍ من قوى شعبنا والأجهزة المختصة.
كما دعت جماهير شعبنا البطل إلى الحذر من هذه العصابات، ورفع الغطاء المجتمعي عنها، والتعاون مع الجهات الأمنية واللجان الشعبية لحماية مجتمعنا ومقدّراته من أذرع الاحتلال الداخلية.
وسبق أن اتهم رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، حكومة بنيامين نتنياهو بتسليم أسلحة لعائلات إجرامية في قطاع غزة، وذلك خلال مقابلة إذاعية أُجريت معه صباح اليوم الخميس عبر إذاعة "ريشيت بيت" التابعة لهيئة البث الرسمية.
وقال ليبرمان إن "إسرائيل زوّدت، بأوامر مباشرة من نتنياهو، عائلات إجرامية في غزة ببنادق هجومية وأسلحة خفيفة"، مضيفًا أن هذه الأسلحة تُسلَّم لعناصر وصفهم بـ"المجرمين والخارجين عن القانون" الذين لا يمكن ضمان عدم توجيههم السلاح لاحقًا نحو الاحتلال.
وأوضح أن عملية نقل السلاح تمّت بسرّية عبر وزارة حرب الاحتلال، دون المرور عبر مجلس الوزراء المصغّر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، مؤكدًا أن رئيس الشاباك على علم بالأمر، بينما "ليس من المؤكد أن رئيس الأركان نفسه يعلم بذلك".
وصرّح ليبرمان أن "ما يجري أشبه بدعم خلايا موازية لتنظيم داعش داخل قطاع غزة"، وحذر من أن دولة الاحتلال لا تملك أي آلية لمراقبة مصير هذه الأسلحة أو كيفية استخدامها، معتبرًا أن المخاطر الناتجة عنها قد ترتد على "إسرائيل" في أي لحظة.
واختتم ليبرمان حديثه بتشكيك في أداء الشاباك، قائلاً: "لست متأكدًا من مدى فاعلية رونين بار (رئيس الشاباك) قبل أسبوع واحد من مغادرته منصبه".
في الأثناء ردت رئاسة وزراء الاحتلال على تصريحات ليبرمان بالقول إنها تعمل بطرق مختلفة "للقضاء على حماس" بتوصية من قادة الأجهزة الأمنية.
ويوم الجمعة الماضي، بثّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشاهد عملية نفذتها ضد مجموعة من المستعربين التابعين لجيش الاحتلال الإسرائيلي شرقي مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.
وأظهرت المقاطع المصورة عناصر من المستعربين يتحركون بلباس مدني، تحت إشراف مباشر من جنود الاحتلال، وهم ينفذون عمليات تمشيط ميداني في منطقة حدودية شرقي رفح، بدعم جوي من طائرات الاستطلاع والطيران الحربي الإسرائيلي، قبل أن يقتحموا عددًا من منازل الفلسطينيين في المنطقة.
وأكدت الكتائب أن الاحتلال لجأ لاستخدام وحدات المستعربين خلال توغلاته في عدة محاور من قطاع غزة، حيث كُلّفوا بمهام تتعلق برصد الأنفاق وتحركات المقاومين، إضافة إلى تمشيط المنازل وتفخيخ بعضها.
وأظهرت المشاهد أن عناصر القوة استخدموا عربات مدرعة خلال تحركهم داخل مناطق التوغل، ونفّذوا مهام ميدانية متعددة، بعضها تمثّل بزراعة العبوات الناسفة بإشراف مباشر من جيش الاحتلال.
من جانبه، صرّح مصدر أمني في المقاومة بأن التحقيقات أظهرت أن القوة التي تم استهدافها تنتمي لمجموعة "المدعو ياسر أبو شباب"، وتعمل بالتنسيق مع جيش الاحتلال داخل مدينة رفح.
وأكد المصدر أن هؤلاء المستعربين تورطوا في أعمال تمشيط ميداني لصالح الاحتلال، إلى جانب عمليات نهب للمساعدات، مشددًا على أن التعامل معهم سيكون "بمنطق الردع"، باعتبارهم جزءًا من منظومة الاحتلال مهما غيّروا مظهرهم أو تحركوا تحت حمايته.