رام الله - قدس الإخبارية: شهدت مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، منذ الليلة الماضية وحتى صباح اليوم الخميس، حملة اقتحامات واعتقالات واعتداءات ممنهجة على الفلسطينيين.
في محافظة نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عورتا جنوب المدينة، بالتزامن مع اقتحام نفذه مستوطنون للبلدة تحت حماية جيش الاحتلال، كما داهمت مخيم بلاطة شرق نابلس واعتقلت الشاب عمر أشرف أبو العال بعد اقتحام منزله، وطالت المداهمات المنطقة الغربية من المدينة.
وفي جنوب نابلس أيضًا، يواصل المستوطنون منذ ثلاثة أيام عربدتهم عند مدخل بلدة اللبن الشرقية، حيث يغلقون الطريق أمام حركة الفلسطينيين، تحت حماية جيش الاحتلال، في مشهد متكرر وسط صمت دولي مريب.
وفي محافظة سلفيت، أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز بكثافة على الفلسطينيين خلال اقتحام المستوطنين لقرية بروقين غرب المدينة، ما أسفر عن وقوع حالات اختناق بين السكان نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وفي جنوب الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة تقوع شرق بيت لحم، ونفذت عمليات دهم وتفتيش لمنازل الفلسطينيين، ضمن حملة مداهمات تتوسع يومًا بعد يوم في مختلف المناطق.
أما في رام الله، فقد اقتحمت قوات الاحتلال بلدة المغير شمال شرقي المدينة، ونفذت حملة اعتقالات طالت عدداً من الأسرى المحررين، مع إغلاق المدخل الغربي للبلدة وإجراء تحقيقات ميدانية.
وفي هجوم واسع وقع مساء أمس الأربعاء، شنّ عشرات المستوطنين اعتداءً كبيرًا على قرية دير دبوان شرقي رام الله، ما أدى إلى إصابة 35 فلسطينيًا، وفق ما أفاد به رئيس البلدية.
وذكرت مصادر محلية أن المستوطنين هاجموا منازل، ومزرعة أغنام، وأسطبل خيول، ما أدى إلى اندلاع النيران في أحد المنازل، وسط حالة من الذعر في صفوف الفلسطينيين.
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء الخميس، إن الاعتداءات التي شنّها المستوطنون على بلدة دير دبوان شرقي رام الله، تُشكّل امتدادًا مباشرًا للنهج التهويدي الاستئصالي الذي تتبناه حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، مؤكدة أن هذه الاعتداءات لن تثني الشعب الفلسطيني عن التمسك بأرضه وحقوقه.
وأوضحت الحركة في بيان صحفي، أن الهجوم الذي نفّذته ميليشيات المستوطنين، واستهدف منازل وممتلكات الفلسطينيين في دير دبوان تحت حماية جيش الاحتلال، يأتي في سياق تنفيذ فعلي لمخططات الضم والتهجير الصامت في الضفة الغربية والقدس، دون الحاجة لإعلانات رسمية.
وأضافت حماس أن تصاعد عربدة المستوطنين في القرى والمدن الفلسطينية، والتي تجري برعاية وإسناد مباشر من حكومة الاحتلال، "لن يزيد شعبنا إلا صمودًا وتمسكًا بأرضه، وسيكون دافعًا لتصعيد المواجهة وتوسيع المقاومة في وجه الاحتلال ومستوطنيه".
ودعت الحركة أبناء الشعب الفلسطيني في جميع محافظات الضفة الغربية إلى التوحد والتصدي للهجمات الإرهابية، وتفعيل كل أشكال المقاومة ضد الاحتلال، كما دعت السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية إلى "تحمّل مسؤولياتها الوطنية في هذه اللحظة التاريخية، والدفاع عن أبناء شعبنا أمام هذا العدوان المتصاعد".
يأتي هذا التصعيد في ظل ازدياد وتيرة الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية، وسط دعوات لتصعيد المقاومة الشعبية والميدانية بجميع أشكالها في مواجهة الاحتلال والمستوطنين.