ترجمة عبرية - قدس الإخبارية: شنت وسائل إعلام عبرية هجومًا حادًا على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بمناسبة مرور 600 يوم على الحرب على غزة، محمّلة إياه مسؤولية استمرار القتال دون وضوح في الأهداف أو نهاية معلنة.
وتوقفت تغطيات متعددة عند ما وصفته بعجز الحكومة عن تحقيق أي من الأهداف المعلنة، وسط مأزق سياسي وعسكري متفاقم.
وفي هذا السياق، قال ألون بن دافيد، محلل الشؤون العسكرية في القناة 13 العبرية، إن "إسرائيل" لم تنجح حتى الآن في تحقيق اثنين من أهداف الحرب الأساسية: استعادة الأسرى وهزيمة حماس.
أما المحلل السياسي في القناة نفسها، رفيف دروكر، فرأى أن نتنياهو لا يمتلك خطة واضحة لما بعد الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، معتبرًا أن محاولته للتعويض تتمثل في استخدام المزيد من القوة فقط، دون أفق سياسي أو إستراتيجي.
من جانبه، كشف رئيس الأركان الأسبق غادي آيزنكوت ما دار في جلسة المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي خُصصت للتصويت على بدء العملية البرية في غزة.
وأوضح أن الخطة التي طُرحت آنذاك تضمنت أهدافًا مثل تفكيك حماس، وتحقيق سيطرة عملياتية، وإنشاء نظام مدني جديد في القطاع. لكنه أشار إلى أن الخطة واجهت إشكاليات كبيرة، سواء بسبب نقص في الرؤية العسكرية أو تضارب الأجندات داخل الكابينت، حيث أظهر بعض الأعضاء ميولًا لفرض حكم عسكري مباشر وإعادة الاستيطان.
وأشار آيزنكوت إلى أن التوصية التي طرحتها القيادة العسكرية تمحورت حول شن الهجوم من الجنوب، لكن التنفيذ الفعلي بدأ من الشمال، وهو ما اعتبره خللًا استراتيجيًا.
وأضاف أن أكبر إشكالية تتمثل في رفض نتنياهو التعامل مع المسار السياسي الضروري المتعلق بمرحلة "اليوم التالي"، مؤكدًا أن شيئًا من أهداف الحرب لم يتحقق حتى الآن.
وفي مداخلة أخرى، أثار إلياف ديكشتين، وهو مقدم احتياط في جيش الاحتلال، جدلًا واسعًا حين دعا إلى اعتبار الجندي الأسير بمثابة قتيل، معتبرًا أن "إسرائيل" يجب أن تكون مستعدة للتضحية بالأسرى، وهو ما واجه ردود فعل غاضبة من عائلاتهم.
بدوره، قال أمنون أبراموفيتش، محلل الشؤون السياسية في القناة 12 العبرية، إن الرسالة التي تبعث بها الحكومة هي أن "الأسير لن يُنقذ إلا إذا كان يحمل جواز سفر أميركي". أما زميله غاي بيليغ، فوجّه كلامه لنتنياهو مباشرة قائلاً: "أظهر شيئًا من الرأفة، نحن نئنّ تحت حكمك"، مضيفًا أن الأسرى "يحتضرون في الأنفاق"، في وقت تُرسل فيه الحكومة المزيد من الجنود إلى حرب لا نهاية لها، بحسب وصفه.
ويقدر الاحتلال عدد الأسرى في غزة بـ58 شخصًا، يُعتقد أن 20 منهم على الأقل ما زالوا على قيد الحياة. ورغم ذلك، تواصل حكومة الاحتلال رفض إنهاء الحرب ضمن أي اتفاق محتمل، مؤكدة أنها ستواصل عمليتها العسكرية المسماة "عربات جدعون" إذا لم تُتوصل تفاهمات.
وكانت حكومة الاحتلال قد تراجعت عن اتفاق سابق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى توصّل إليه الطرفان في يناير/كانون الثاني الماضي، حيث استؤنفت حرب الإبادة مجددًا في 18 مارس/آذار.