جنين – قدس الإخبارية: أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، على إطلاق النار بشكل مباشر تجاه وفد دبلوماسي يضم سفراء وممثلين عن 25 دولة عربية وأجنبية، خلال زيارتهم لمخيم جنين شمال الضفة الغربية، ما أثار إدانات فلسطينية واسعة، واعتُبر تصعيدًا خطيرًا في سلوك الاحتلال.
وبحسب مصادر محلية، فإن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي بشكل كثيف باتجاه الوفد لحظة تواجده قرب البوابة الحديدية التي نصبها جيش الاحتلال على مدخل المخيم الشرقي، كما طالت النيران مجموعة من الصحفيين الذين رافقوا الوفد خلال جولته.
وكان الوفد الدبلوماسي قد زار صباح اليوم مقر محافظة جنين، حيث اطلع على الأوضاع الاقتصادية والإنسانية الصعبة التي خلفها العدوان الإسرائيلي المستمر على المدينة والمخيم، وقدم محافظ جنين شرحًا مفصلًا عن حجم الدمار، وتحديدًا في البنية التحتية والمنشآت التجارية، إضافة إلى معاناة أكثر من 22 ألف نازح اضطروا لترك منازلهم في المخيم تحت وقع القصف والاجتياحات المتكررة.
وزارة الخارجية الفلسطينية أدانت في بيان رسمي هذا "الاعتداء الجبان"، مؤكدة أن استهداف ممثلي الدول المعتمدين لدى دولة فلسطين يشكّل "انتهاكًا فاضحًا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961"، وانتهاكًا مباشرًا لسيادة الدولة المضيفة. وحمّلت الوزارة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة، داعية الدول التي ينتمي إليها أعضاء الوفد إلى اتخاذ مواقف وإجراءات حاسمة تضع حدًا لتمادي الاحتلال، الذي لم يعد يفرّق بين مدني أو دبلوماسي، حسب البيان.
وأكدت الوزارة أن هذا الاعتداء يعكس استهتارًا ممنهجًا من قبل حكومة الاحتلال بالقانون الدولي وبحرمة الوفود الدبلوماسية، مشددة على أن استمرار العدوان على الضفة الغربية، وخاصة جنين وطولكرم، بالتوازي مع الحرب المستمرة على قطاع غزة، يكشف طبيعة المشروع الاستعماري القائم على التهجير والاستيطان وفرض الأمر الواقع بقوة السلاح.
من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن إطلاق النار المباشر تجاه الوفد الدبلوماسي هو "إمعان في الغطرسة وانتهاك فاضح لكافة المواثيق الدولية"، وأضافت أن استمرار العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها، للشهر الخامس على التوالي، إلى جانب التصعيد في طولكرم ونابلس وباقي محافظات الضفة، يندرج ضمن مخططات الاحتلال لفرض سياسات الضم والتهجير وتوسيع الاستيطان على حساب الوجود الفلسطيني.
وأكدت الحركة أن الاحتلال "سيفشل في تحقيق أهدافه في الضفة وغزة وكل فلسطين، أمام صمود الشعب الفلسطيني وثبات مقاومته"، داعية المجتمع الدولي إلى "تصعيد الضغط على الاحتلال، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس".
وكانت إذاعة جيش الاحتلال نقلت عن مصدر أمني إسرائيلي أن الوفد الدبلوماسي "دخل منطقة يُمنع التواجد فيها"، في محاولة لتبرير إطلاق النار.
ومنذ بدء العدوان العسكري الإسرائيلي على شمال الضفة الغربية في يناير/كانون الثاني الماضي، وتوسع العدوان إلى طولكرم في أواخر الشهر نفسه، تشهد المدن الفلسطينية تصعيدًا متواصلًا أدى إلى استشهاد 13 فلسطينيًا في طولكرم وحدها، ونزوح أكثر من 4200 عائلة، وتدمير واسع في المنازل والبنية التحتية، بحسب معطيات رسمية.
يُذكر أن العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية، بما فيها القدس، أسفر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن استشهاد ما لا يقل عن 969 فلسطينيًا، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال أكثر من 17 ألفًا، في ظل تواطؤ دولي وصمت رسمي يُغطي جرائم الاحتلال اليومية.