رام الله – خاص قدس الإخبارية: "كان بخير، لا يشكو من أي مرض، خرج من بيتنا واقفًا على قدميه، واليوم هو في غيبوبة لا نعرف عنها شيئًا"... بهذه الكلمات المقتضبة والمختنقة، بدأت زوجة الأسير محمد جمال النتشة حديثها، وهي تروي لحظات القلق التي تعيشها منذ علمت بنقله إلى المستشفى في وضع صحي خطير.
الأسير النتشة، المعتقل منذ 11 مارس 2025، نُقل قبل أيام إلى مستشفى "هداسا" التابع للاحتلال، وهو يعاني من نزيف داخلي، فشل كلوي، ودخل في غيبوبة تامة، بحسب ما أبلغت به العائلة من مصادر متفرقة. وتضيف زوجته:
"لم يسمحوا لنا بزيارته، ولا حتى لمحاميه، نتلقى الأخبار من مؤسسات الأسرى، ولا نعرف الحقيقة كاملة، لكننا نعلم أن هناك شيئًا فظيعًا حصل له خلال التحقيق".
وتشير زوجته إلى أن الاحتلال نقل زوجها فور اعتقاله إلى مركز تحقيق "عوفر"، حيث تعرض لما تصفه بـ"التحقيق القاسي والمطوّل"، قبل أن يتم نقله إلى المستشفى وهو فاقد للوعي. وتقول:
"زوجي رجل مسن، عمره 67 سنة، ويعاني من مشاكل صحية مزمنة. لا أفهم كيف يسمح الاحتلال لنفسه بتعريضه لتعذيب من هذا النوع، وكأنهم كانوا يريدون تدميره، لا التحقيق معه".
قال نادي الأسير الفلسطيني إن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة المعتقل محمد النتشة، مشيرًا إلى أن هناك محاولات متعمدة لإخفاء ما تعرض له خلال التحقيق من خلال منعه من الزيارة والاطلاع على وضعه الصحي.
وأضاف النادي أن المعتقل يُحتجز في "عيادة سجن الرملة"، بعد تعرضه لتحقيق قاسٍ تسبب في تدهور حاد في حالته الصحية، في وقت لا تزال فيه عائلته ومحاميه ممنوعين من الوصول إليه.
من جهته، قال مركز إعلام الأسرى إن ما تعرض له النتشة "يرقى إلى محاولة تصفية جسدية تحت غطاء التحقيق".
وأضاف المركز في بيانه أن الأسير نُقل من سجن عوفر إلى مستشفى هداسا وهو يعاني من نزيف دماغي حاد وفشل كلوي، ثم إلى "سجن الرملة"، حيث يرقد في غيبوبة، مؤكدًا أنه لم يكن يعاني من أي مشاكل صحية قبل اعتقاله، مما يعزز فرضية تعرضه لتعذيب جسدي شديد.
الأسير محمد النتشة، من مدينة الخليل، قضى في سجون الاحتلال أكثر من 23 عامًا، معظمها تحت بند الاعتقال الإداري دون تهمة أو محاكمة. وتم اعتقاله عدة مرات منذ عام 1988، وسبق أن عانى من العزل الانفرادي، الإقامة الجبرية، والمنع من السفر، بالإضافة إلى مشكلات صحية متكررة، خاصة في الجهاز التنفسي والكلى.
تقول زوجته: "سنوات السجن الطويلة أثرت عليه صحيًا، لكن لم يصل إلى هذه المرحلة من الخطر قبل اليوم. لم يكن يعاني من شيء قبل اعتقاله الأخير. هذا ما يؤكد لنا أن التعذيب هو السبب المباشر لما حدث معه".