شبكة قدس الإخبارية

معلقًا على مجزرة طواقم الإنقاذ في رفح..

كاتب إسرائيلي: "لا تستغربوا .. هذه عقيدة قوات الاحتلال"

٢١٣

 

 كاتب إسرائيلي: "لا تستغربوا .. هذه عقيدة قوات الاحتلال"

ترجمة عبرية– قدس الإخبارية: اتهم الكاتب الإسرائيلي روغل ألفر في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جريمة حرب مروعة في رفح جنوب قطاع غزة، بعدما استهدف قافلة إغاثية ليلة 23 مارس/آذار، تضم سيارة إسعاف وعدداً من مركبات الدفاع المدني، ما أدى إلى استشهاد 15 من طواقم الإنقاذ.

ألفر وصف الهجوم بأنه "مذبحة ممنهجة"، مشيرًا إلى أن القافلة كانت واضحة المعالم وتتحرك بأضواء الطوارئ عند استهدافها من قبل قوات الاحتلال. وأضاف أن المركبات والجثث عُثر عليها لاحقًا مدفونة في الرمال، في ما اعتبره محاولة لإخفاء الأدلة.

تبريرات واهية وشهادات دامغة

بداية، زعم جيش الاحتلال أن القافلة "تحركت بشكل مريب"، وأن بعض الضحايا من عناصر حماس، مضيفًا أن الجنود دفنوا الجثث مؤقتًا لحمايتها من الحيوانات. لكن ألفر دحض هذه الرواية، مستندًا إلى توثيقات وشهادات بثّتها وسائل إعلام أميركية وبريطانية، أكدت أن الضحايا لم يشكلوا أي خطر، وأن بعضهم أُعدم من مسافة قريبة، فيما وُجدت قيود على أيدي وأرجل عدد منهم.

وسلّط الكاتب الضوء على فيديو تم العثور عليه في هاتف أحد المسعفين، نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، يُظهر لحظة إطلاق النار قبل أن يُقتل برصاصة في الرأس. وعلّق قائلاً: "نحن أمام مذبحة حقيقية لعاملين إنسانيين، لكن الجيش يواصل الإنكار".

عقيدة تدمير.. لا تمييز

ألفر حمّل المسؤولية المباشرة للواء "جولاني" المنفذ للعملية، لافتًا إلى تصريحات سابقة لأحد قادة الكتائب قال فيها للجنود قبل دخول غزة: "كل من تروه هو عدو.. حدد الهدف ودمّره". واعتبر أن هذه العبارة تعبّر عن العقيدة القتالية المتوحشة التي توجه سلوك الجنود في الميدان.

وشكك الكاتب في إعلان رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير فتح تحقيق في المجزرة، وفي إمكانية صدور اعتراف رسمي بالمسؤولية. وقال: "هل يستطيع المتحدث باسم الجيش أن يخرج ويعتذر عن قتل 15 مسعفًا؟ هل يمكنه الاعتراف بأن بعضهم أُعدم وأن الجنود كذبوا؟". وأكد أن اعترافًا كهذا سيضع قيودًا على حرية الجيش في استهداف منظمات الإغاثة مستقبلاً.

وتابع: "الجيش بحاجة إلى مساحة من الغموض ليبرر عملياته الميدانية. اعتراف رسمي سيكون سابقة خطيرة تقيد تحركاته، تمامًا كما حدث في ليلة 18 مارس حين أمر زامير بقصف مكثف أودى بحياة مئات الفلسطينيين، من نساء وأطفال ورجال، بلا تمييز".

لم يكتف ألفر بتحميل جيش الاحتلال، بل وسّع الاتهام ليشمل المجتمع الإسرائيلي بأسره، واصفًا إياه بـ"الشريك الصامت في الجريمة". وأوضح أن "الرأي العام في إسرائيل يبرر الفظائع ولا يتقبل فكرة وضع حدود قانونية للجيش"، مستشهدًا بتجربة الجندي إيلور عزاريا، الذي أعدم شابًا فلسطينيًا جريحًا عام 2016، وتحول إلى "بطل" في نظر كثيرين.

وقال ألفر إن "الفلسطيني في غزة، حتى لو كان مسعفًا أو طفلًا، يُنظر إليه كهدف مشروع"، مشيرًا إلى أن العقيدة القتالية للجيش لا تميز بين سيارة إسعاف أو مركبة قتالية، بحجة أن حماس قد تستخدم مركبات الإغاثة لأغراض عسكرية.

وختم مقاله باعتراف شخصي يحمل مرارة القطيعة الأخلاقية بين الإسرائيليين وسكان غزة: "لم يجرؤ أحد على تصديق أن المسعف كان حقيقيًا، وأن ساقيه كانتا مقيدتين، وأنه قُتل برصاصة في الرأس بينما كان يصلي من أجل حياته".

وأكد أن المشكلة الحقيقية لا تكمن في تفاصيل المجزرة، بل في أن المجتمع الإسرائيلي لا يعتبرها جريمة، بل "مجرد دفاع عن النفس".