غزة - قدس الإخبارية: بينما يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي، تواجه المرأة الفلسطينية ظلمًا وألمًا وفقدًا وبردًا وجوعًا فرضه عليها الاحتلال الإسرائيلي، من قطاع غزة إلى الضفة الغربية.
وذكر رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف المجتمع الدولي المحتفي اليوم بحقوق المرأة بمجازر الاحتلال الصهيونازي بحق النساء خلال حرب الإبادة في غزة.
فخلال الحرب، قتل الاحتلال 12316 امرأة بدم بارد، ورمّل 13901 امرأة أخرى وقد فقدن أزواجهن ومعيلي أسرهن، كما أسفرت حرب الإبادة الجماعية خلال 15 شهرًا من فقدان 17 ألف أم لأبنائهن.
ووضعت 50 ألف امرأة حامل مواليدهن في ظروف غير إنسانية، وأصيبت 162 ألف امرأة بأمراض معدية، وبسبب الحرب، ستلازم 2000 امرأة وفتاة الإعاقة جراء بتر أطرافهن.
واعتقلت قوات الاحتلال عشرات النساء وتعرضن للتعذيب داخل المعتقلات والمعسكرات الإسرائيلية.
وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف: هذا هو الواقع المأساوي للمرأة الفلسطينية تحت الاحتلال منذ النكبة، وتعيش نساء غزة حاليا ظروفا إنسانية ومعيشية كارثية، ويعانين من الموت البطيء جراء التجويع والتعطيش وانعدام الرعاية الصحية، في ظل الحصار المطبق ومنع المساعدات لليوم السابع.
الأسيرات في سجون الاحتلال
وشكّلت سياسة اعتقال النّساء الفلسطينيات، إحدى أبرز السّياسات الممنهجة التي استخدمها الاحتلال تاريخياً بحقّهن، ولم يستثن منهن القاصرات، واليوم يواصل الاحتلال اعتقال (21) أسيرة فلسطينية، بعد دفعات الإفراج التي تمت، من بينهنّ أسيرة من غزة؛ حيث يواجهنّ جرائم ممنهجة ومنظمة في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، ومراكز التّحقيق، والتي تصاعدت بمستواها منذ تاريخ حرب الإبادة، التي شكلت المرحلة الأكثر دموية في تاريخ شعبنا، وما تزال هذه المرحلة تلقي بظلالها على مصير النساء الفلسطينيات.
وبمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثامن من آذار من كل عام، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني إن ظروف اعتقال الأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، تندرج جميعها وبمستويات مختلفة تحت جرائم التّعذيب، والتّجويع، والجرائم الطبيّة الممنهجة، والاعتداءات الجنسيّة بمستوياتها المختلفة، هذا عدا عن عمليات القمع والاقتحامات المتكررة لغرف الأسيرات، وعمليات السّلب والحرمان الممنهجة، وأساليب التّعذيب النفسيّ التي برزت بحقّهن منذ لحظة اعتقالهن.
وأضافت الهيئة والنادي، أن ما شهدته خلال حرب الإبادة، وحتى اليوم من استهداف للنساء، وأحد أوجها عمليات الاعتقال، لا تشكل مرحلة استثنائية، إلا أنّ المتغير هو مستوى الجرائم التي مورست وتمارس بحقهن.
ومنذ تاريخ السابع من أكتوبر 2023، وثقت مؤسسات الأسرى (490) حالة اعتقال بين صفوف النساء بما يشمل الأسيرات اللواتي أفرج عنهم، حيث شكّلت عمليات الاعتقال للنساء ومنهنّ القاصرات، أبرز السّياسات التي انتهجها الاحتلال وبشكل غير مسبوق، ويتضمن هذا المعطى النّساء اللواتي تعرضن للاعتقال في الضفة بما فيها القدس، وكذلك النساء من الأراضي المحتلة عام 1948، فيما لا يوجد تقدير واضح لأعداد النّساء اللواتي اعتقلنّ من غزة.
وحاليًا، يبلغ عدد الأسيرات (21) أسيرة، (17) منهن ما زلن موقوفات، بينهنّ أسيرة من غزة، وهي الأسيرة سهام أبو سالم، ومن بين الأسيرات، طفلتان بينهما طفلة تبلغ من العمر (12 عاماً)، و(12) أمّاً، وأسيرة حبلى في شهرها الثالث، ومعتقلتين إداريتين، و(6) معلمات، وصحفية وهي طالبة إعلام، ومن بين الأسيرات المريضات، أسيرة مصابة بالسّرطان، يذكر أنه تبقى أسيرتين معتقلتين منذ ما قبل السابع من أكتوبر يرفض الاحتلال حتى الآن أن تشملهن صفقات التبادل التي أبرمت بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية.
فرصة لفضح الجرائم الصهيونية
في الأثناء، ثمنت حركة حماس دور المرأة الفلسطينية في مشروع شعبنا النضالي، ونحيّي المرابطات الصابرات الصامدات في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، اللواتي ضربن أروع الأمثلة في الصمود الأسطوري والثبات والإرادة الصلبة، تربيةً وإعدادًا للأجيال، وتمسّكًا بالحقوق والثوابت والهوية والقيم.
وقالت الحركة إن احتفاء المجتمع الدولي باليوم العالمي للمرأة يشكّل فرصة لفضح الجرائم الصهيونية بحق المرأة الفلسطينية في جميع أراضينا المحتلة، حيث تعرّضت للقصف الهمجي والمجازر اليومية، والتهجير والإبعاد، والاعتقال والتعذيب في السجون، والحرمان من أبسط حقوقها الإنسانية.
وأشارت في بيانٍ صحفي، إلى أن ارتقاء أكثر من 12 ألف امرأة فلسطينية، وجرح واعتقال الآلاف، وإجبار مئات الآلاف على النزوح مرارًا خلال العدوان الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، يمثّل وصمة عار على جبين البشرية.
ودعت حماس المجتمع الدولي ومؤسساته السياسية والحقوقية والإنسانية إلى حماية المرأة الفلسطينية من جرائم الاحتلال الممنهجة والمستمرة ضدها، وتمكينها من العيش بحرية وكرامة على أرضها.
بدورها، وجهت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تحية للمرأة الفلسطينية المقاومة والصامدة في وجه الإبادة ومخططات التهجير والاقتلاع، أنشودة الحرية والوطن وشقائق النعمان التي ما زالت تقاوم في ميادين المواجهة سواء في غزة المقاومة والمحاصرة أو في الضفة الثائرة، أو في المنافي والشتات.
ودعت الجبهة إلى ضرورة تصعيد النضال في كافة المحافل الدولية لمحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق نساء فلسطين، وملاحقة قادته في المحاكم الدولية باعتبارهم مجرمي حرب ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية.