متابعة - شبكة قُدس: شكلت مراسم تشييع الشهيدين أمين عام حزب الله اللبناني الشهيد حسن نصر الله ونائبه هاشم صفي الدين، حدثا استثنائيا شارك فيه حشد مهيب من لبنان وخارجها، وذلك بعد نحو خمسة أشهر من ارتقائهما في غارات إسرائيلية مدمرة على جنوب لبنان.
وقالت حركة حماس في بيان لها، إنه في يوم الوداع الكبير للشهيدين القائدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، "نترحم على أرواحهما الطاهرة، ونستذكر مواقفهما الصلبة والداعمة لفلسطين، وشهادتهما العظيمة على طريق القدس".
وأضافت حماس في بيان لها اليوم الأحد: "نُجدّد في حركة المقاومة الإسلامية تعازينا الحارّة للشعب اللبناني الشقيق، ولعموم أمتنا العربية والإسلامية، سائلين المولى عزّ وجلّ أن يُلهم ذويهما وإخوانهما في قيادة المقاومة الإسلامية، وجمهور المقاومة في كل مكان؛ الصبر والسلوان".
وذكرت، أنها تستذكر المواقف البطولية والمشرّفة للشهيد السيد حسن نصر الله، وتبنّيه المبدئي والصلب لقضية فلسطين، وإصراره على تشكيل جبهة الإسناد مع شعبنا في قطاع غزة في وجه العدوان الصهيوني الوحشي، وحرب الإبادة، وتحدّيه لتهديدات الاحتلال الفاشي، حتى قضى شهيداً كما تمنّى، دفاعاً عن كرامة أمته، وعلى طريق تحرير القدس.
وأكدت أن جرائم الاحتلال الصهيوني وعمليات الاغتيال الجبانة بحقّ قادة المقاومة في فلسطين ولبنان وكل مكان؛ لن تُوقف مسيرتنا المباركة، ولن تزيدنا إلا إصراراً على المضيّ على طريق القادة الشهداء، حتى اقتلاع هذا الاحتلال البغيض الذي يهدّد المنطقة بأسرها، واستعادة أرضنا ومقدساتنا وتطهيرها من دنس الصهاينة الغاصبين.
من جانبها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إن خروج الملايين في مسيرة تشييع مهيبة لوداع شهيد الأمة؛ لهي تأكيدًا على أن المقاومة ليست مجرد خيار، بل هي نهج متجذر في وجدان شعوب أمتنا، ورسالة واضحة بأن دماء القادة الشهداء هي وقودٌ لاستمرار المقاومة حتى تحقيق النصر والتحرير.
وأكدت الجهاد الإسلامي، أن هذا التشييع التاريخي يؤكد قوة المقاومة واستمرارها وتجذرها، ويعمق مأزق العدو الوجودي أمام هذا الزحف الحاشد.
وأضافت في بيان لها الأحد: لقد حاول الاحتلال، بأساليبه القمعية المعتادة، إجهاض هذه اللحظة التاريخية عبر استعراضات جوفاء وحركات بهلوانية هدفها بثّ الرعب في قلوب المشيعين، لكنه ارتدّ عليه خيبة وحسرة، وهذه التصرفات اليائسة تعكس إفلاس العدو وانتهاكه لأبسط القيم الأخلاقية والإنسانية، وهي لم ولن تفلح في كسر إرادة الصمود وكبرياء الكرامة التي تحدّت كل التهديدات وواصلت زحفها بإصرارٍ وإيمان.
وشددت على أن دماء الشهداء القادة هي مداد المقاومة وروح الإرادة والعزيمة، وتضحياتهم ليست إلا مشاعل تكتب فصولًا جديدة من الصمود والانتصار. مضيفة: لقد كان للشهيد القائد السيد حسن نصر الله ورفاقه القادة مواقف ثابتة تجاه القضية الفلسطينية، إذ لم يتنازلوا يومًا عن التأكيد على مركزية القدس في وجدان الأمة وضرورة حمايتها من التهويد والاستيطان، وجاء استشهادهم ليبرهن على أن المقاومة لا تساوم على الثوابت، بل تقدم الدماء فداءً للأرض والمقدسات.
وحيت الجهاد الشعب اللبناني الشقيق الذي خرج بجنازة مليونية ليؤكد مرة أخرى عمق التلاحم بين قوى المقاومة، وليجدد العهد بأن المسيرة مستمرة حتى دحر الاحتلال وتحرير فلسطين، كل فلسطين.
وفي السياق، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على أن مراسم التشييع المهيبة للقائد الشهيد السيد حسن نصرالله ورفيق دربه القائد الشهيد السيد هاشم صفي الدين والتي شارك فيها ما يقارب مليون ونصف مشهد تاريخي عبّر عن مكانتهما الاستثنائية وحجم الالتفاف الشعبي حول النهج الذي كرّساه طوال حياتهما، وختامها بالقرار التاريخي بفتح جبهة الإسناد دفاعا عن فلسطين، ومقولته الخالدة "لن نترك غزة، لن نترك فلسطين".
وقالت الجبهة في بيان لها اليوم الأحد، إن هذه المشاركة المليونية في التشييع تؤكد استمرار حضور القائدين الشهيدين، وترسّخ أن المبادئ التي دافعا عنها ستظل متجذرة وحاضرة، وتعبيراً واضحاً عن الإرث الذي تركه الشهيد القائد حسن نصر الله، الذي ساهم في ترسيخ مشروع المقاومة كقوة فاعلة في معادلات الصراع، متميزاً بشخصية قيادية استثنائية جمعت بين الحنكة السياسية والقدرة على استشراف المستقبل، ما جعله أحد أبرز القادة الذين تركوا بصمة لا تُمحى في تاريخ النضال.
وشددت على أنه رسالة الملايين اليوم والتي شاركت في مراسم التشييع أكدت أن القادة الكبار لا يغيبون برحيلهم، بل يبقون كرموز ملهمة لأمتنا و للأجيال القادمة، وأن مشروع المقاومة، الذي قاده الشهيد نصر الله ورفيق دربه، سيستمر بزخم أكبر، وأن المبادئ التي رسّخاها ستظل بوصلة واضحة تشير الى فلسطين، ويمضي في طريقها مهما بلغت التضحيات.
وأضاف البيان: إننا أمام محطة فارقة تؤكد أن المقاومة، التي أسهم القائدان الشهيدان في بنائها وتعزيزها، باتت خياراً ثابتاً لا يمكن تجاوزه؛ فرحيلهما، رغم فداحته، لن يكون نهاية لهذا المسار، بل نقطة انطلاق جديدة تُبنى فيها مراحل المواجهة القادمة استلهاماً للإرث الكبير الذي تركاه، والإرادة الشعبية التي أثبتت اليوم استعدادها لحمل الراية والمضي قدماً نحو تحقيق الأهداف الكبرى.
وبينت الجبهة أن الاحتلال وداعميه ومن راهن عليهم، خسروا أمام الارادة الراسخة لأبناء وجماهير المقاومة، التي قالت كلمتها اليوم بحشدها المهيب، وردت على تهديدات الاحتلال، وآخرها تحليق وتهديد طائراته فوق الحشد الجماهيري، لتسجل هذه الجماهير الوفية مأثرة تاريخية جديدة، في الشجاعة والوفاء والاستعداد للتضحية على طريق السادة الشهداء.
وقالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إن التشييع الأمميّ الكبير للقادة الشهداء هو رسالة وفاءٍ للمقاومة وتعبير عن وحدة الشعوب في مواجهة العدوان الصهيوني - الأمريكي.
وفي تصريحات صحفية، أكدت الديمقراطية، أن هذه اللحظة التاريخية ليست مجرد وداع، بل هي تجديد للعهد مع القادة الشهداء الذين صنعوا مجد المقاومة وقدّموا أرواحهم فداءً لفلسطين وعلى طريق القدس. كما شددت على أن هذا التشييع الحاشد والمهيب يعكس مكانتهم الكبيرة، ويجسد الروح الأممية التي تناضل من أجل الحرية والعدالة والانتصار لقيم الحق ورفع الظلم.
وأضافت أن هذا الحدث التاريخي يمثل محطة فارقة في مسيرة المقاومة، ويؤكد وحدة الشعوب في مواجهة مشاريع الاستكبار الإمبريالي الصهيوني، كما أشار إلى أن السيد حسن نصر الله شكّل على الدوام رمزاً وقائدا وطنياً وحدوياً وإنسانياً عالمياً.
وأوضحت أن العدوان الذي يستهدف المقاومة لن يزيدها إلا إصراراً على مواصلة المواجهة، مشيراً إلى أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وأن إرث الشهداء ووصاياهم ستظل أمانة للأجيال القادمة، تحفّزها على الصمود والتقدم نحو النصر الأكيد.